صدرالحسيني: الحاق الضفة الغربية محاولة من نتنياهو لتغطية إخفاقاته السياسية
قال خبير إيراني في شؤون المنطقة إن الموافقة الأولية على مشروع ضم الضفة الغربية في الكنيست تأتي في إطار جهود رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتغطية إخفاقاته السياسية والأمنية الأخيرة، وتشتت انتباه الرأي العام عن الأزمات الداخلية للحكومة.
وقال سيد رضا صدر الحسيني، الخبير في الشؤون الإقليمية في تصريح لوكالة إيلنا، إن مشروع ضم الضفة الغربية، الذي أقره الكنيست بشكل أولي، يمثل محاولة من رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو لتغطية إخفاقاته السياسية والعسكرية الأخيرة. وأوضح في حديثه مع وكالة "إيلنا" أن هذا الإجراء يأتي في ظل أزمة داخلية متفاقمة تشمل ضعف ثقة الجمهور، ونزاعات داخل الائتلاف الحاكم، وفضائح مالية تهدد بقاء الحكومة.
وأضاف صدر الحسيني أن نتنياهو يسعى من خلال خطوات رمزية وسياسية إلى تقديم إنجازات مصطنعة للشعب الإسرائيلي لتخفيف الضغوط الشعبية، مشيراً إلى أن الحكومة الإسرائيلية تعمل على جبهتين متوازيتين: إحداهما عسكرية تشمل عمليات في غزة ولبنان، والأخرى سياسية قد تؤدي إلى توترات جديدة في الضفة الغربية.
وأكد الخبير أن مشروع ضم الضفة الغربية يعكس تعارضاً واضحاً مع الرأي الأمريكي، حيث أعربت إدارة واشنطن، رغم دعمها التقليدي لإسرائيل، عن قلقها من أن تنفيذ هذا المشروع قد يزعزع استقرار المنطقة ويهدد عملية التطبيع مع الدول العربية. كما شدد على أن معظم السكان الفلسطينيين في الضفة الغربية يرفضون بشدة أي ضم، وفقاً لاستطلاعات حديثة حتى من جهات إسرائيلية رسمية.
وأشار صدر الحسيني إلى أن تنفيذ المشروع قد يؤدي إلى ظهور "غزة جديدة" في الضفة الغربية، مستشهداً بتجارب مقاومة في مناطق مثل جنين، حيث اضطرت القوات الإسرائيلية إلى استخدام القوة للسيطرة على الأوضاع. واعتبر أن مشروع الضم هو خطوة رمزية أكثر منها عملية، تهدف إلى تحويل الانتباه عن إخفاقات نتنياهو وإبراز قدرات الحكومة في مواجهة الضغوط الداخلية والخارجية.
واختتم الخبير بالإشارة إلى أن الوضع السياسي المتأزم في إسرائيل يجعل من تنفيذ المشروع فعلياً أمراً صعباً، وأن احتمال حدوث انتخابات مبكرة أو فشل الحكومة في المستقبل القريب مرتفع جداً، ما يجعل مشروع الضم أداة سياسية أكثر منها حلاً حقيقياً للأزمة الإسرائيلية.