خبير إيراني: قاعدة باغرام استراتيجية وأساسية في المخطط الجيوسياسي الأمريكي

خبير إيراني: قاعدة باغرام استراتيجية وأساسية في المخطط الجيوسياسي الأمريكي
معرف الأخبار : 1701333

أكد المستشار الإيراني السابق في أفغانستان، أن قاعدة باغرام الجوية تُعدّ نقطة محورية في الاستراتيجية الجيوسياسية الأمريكية، مشيرًا إلى أن واشنطن تسعى لاستعادتها عبر التنسيق مع باكستان لمواجهة الجماعات المسلحة وتعزيز نفوذها في المنطقة، في ظل تصاعد التوتر بين إسلام آباد وطالبان.

أكد عبدالمحمد طاهري، المستشار الإيراني السابق في أفغانستان، أن تصاعد التوتر بين طالبان وباكستان يُعد ظاهرة غير مسبوقة في العقود الأخيرة. وأشار إلى أن هذا التوتر له جذور أمنية وسياسية عميقة تتعلق بمخاوف باكستان من جماعات مسلحة نشأت جزئيًا على أراضيها وأصبحت تهدد أمنها القومي.

وأوضح طاهري في حوار مع وكالة "إيلنا" الإيرانية أن باكستان باتت ترى في بعض الجماعات مثل "لشكر طيبة" ومسلحي طالبان – سواء في أفغانستان أو باكستان – تهديدًا وجوديًا، خصوصًا مع تصاعد التوترات في كشمير. وأضاف أن واشنطن تلعب دورًا مهمًا خلف الكواليس، حيث حصلت على التزامات من إسلام آباد لجمع هذه الجماعات، وذلك خلال زيارة رئيس الوزراء ووزير الخارجية الباكستانيين للبيت الأبيض مؤخرًا.

وأشار طاهري إلى أن الولايات المتحدة أعربت مؤخرًا عن نيتها العودة إلى قاعدة باغرام الجوية، على الرغم من الصعوبات اللوجستية والأمنية. ولفت إلى أن الأميركيين يرون في قاعدة باغرام موقعًا استراتيجيًا، خاصة في ظل ما تبقى فيها من معدات عسكرية وتسهيلات استخباراتية قد تكون صالحة للاستخدام.

كما اعتبر طاهري أن التنسيق المتزايد بين أميركا وباكستان يعكس رغبة واشنطن في إعادة تموضعها في المنطقة عبر حلفائها التقليديين. وأكد أن باكستان قد تكون مستعدة للقيام بعمليات عسكرية ضد الجماعات المسلحة على أراضي أفغانستان، خصوصًا إذا تم التوصل إلى تفاهمات سياسية تشمل تسليم بعض القواعد أو العناصر.

وفي ما يخص الدور الهندي، أشار طاهري إلى أن زيارة أمير خان متقي، وزير خارجية طالبان، إلى نيودلهي تحمل رسالة مفادها أن طالبان تسعى لكسب تأييد إقليمي. لكن الهند المحافظة لا تبدو راغبة في الانخراط في علاقة واضحة مع الحركة، رغم الروابط التاريخية والثقافية مع أفغانستان.

وفي ختام حديثه، شدد طاهري على أن قاعدة باغرام تُعد هدفًا استراتيجيًا مهمًا للولايات المتحدة، وقد يكون استرجاعها جزءًا من مشروع لإعادة التوازن العسكري والسياسي في المنطقة. لا سيما أن أفغانستان اليوم باتت قطعة أساسية في لوحة الشطرنج الجيوسياسية، وأن أي تحرك فيها سيكون له تبعات إقليمية ودولية واسعة.

 

endNewsMessage1
تعليقات