خبير سياسي: دعوة حزب الله للسعودية تعكس استراتيجيته الجديدة وسط التهديدات الإسرائيلية
اعتبر خبير إيراني أن دعوة الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، إلى فتح صفحة جديدة مع السعودية تأتي في سياق إعادة تثبيت موقع الحزب داخليًا وإقليميًا، واستثمار التحولات الميدانية والدبلوماسية بعد الهجمات الإسرائيلية المتصاعدة.
وأوضح جلال جراغي في تصريح لوكالة "إيلنا" أن حزب الله نجح مؤخرًا في تعزيز موقعه داخل لبنان نتيجة عدة عوامل، أبرزها فشل تنفيذ قانون نزع السلاح المفروضة على الحزب، مما سمح له بالحفاظ على قدراته ومواقعه.
وعلى الصعيد الإقليمي، أشار إلى الدور الإيراني في الوساطة بين حزب الله والسعودية، بعد زيارة أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني إلى بيروت ثم الرياض، بهدف نقل رسائل الحزب وتخفيف الضغوط الإقليمية عليه، بما يعكس خطة أوسع للأمن الإقليمي.
في هذا الإطار، دعا الشيخ قاسم إلى قبول الموقف المقاوم تجاه إسرائيل والقضايا الإقليمية، مشددًا على أن سلاح الحزب موجّه ضد تل أبيب وليس ضد لبنان أو الدول العربية، وأن أي محاولة لنزع السلاح ستصب في صالح إسرائيل وتضر بمصالح المنطقة، بما فيها السعودية والإمارات.
وأشار المحلل إلى أن الهجمات الإسرائيلية والتهديدات العلنية ضد مصر والأردن، وتصريحات نتنياهو عن مشروع "إسرائيل الكبرى"، عززت وعي الرأي العام العربي بتحذيرات حزب الله، وأثرت على مواقف الرياض بشكل خاص، ودفعته إلى إعادة النظر في سياسات الضغط على الحزب.
وأوضح جراغي أن هدف حزب الله من هذه الدعوة هو الحد من التدخلات السلبية والسلوكيات الداعمة للتيارات المعارضة داخليا وخارجيا، لأن نزع سلاح الحزب سيؤدي إلى تحول الساحة السياسية اللبنانية لصالح قوى موالية لإسرائيل أو غير قادرة على مواجهة العدوان الإسرائيلي، وهو ما سيضر بالأمن الإقليمي برمته.
ورغم ذلك، يرى بعض المحللين أن تشكيل جبهة عربية موحدة ضد إسرائيل بقيادة حزب الله يواجه تحديات كبيرة، بسبب الخلافات السياسية الداخلية بين دول الخليج الفارسي، وغياب إرادة تعاون واضحة، بالإضافة إلى المنافسات الإقليمية بين مصر والسعودية والإمارات وتركيا، ما يجعل مثل هذه الجبهة غير واقعية على المدى القريب.
واختتم الخبير بالإشارة إلى أن الرسالة الأساسية لحزب الله واضحة: الحفاظ على قدرات المقاومة في لبنان شرط أساسي لصد التوسع الإسرائيلي، ويطالب الدول العربية المجاورة بالتوقف عن الضغط والتدخل في الشؤون اللبنانية، لأن أي إضعاف للمقاومة سيكون له تداعيات تتجاوز لبنان، ويهدد الأمن الإقليمي ككل.