هل قمة الدوحة مجرد استعراض؟ وتهديدات نتنياهو تتزامن مع الذكرى الخامسة لاتفاقيات أبراهام... غياب تبون، وصمت بن سلمان، ورفع إيران للسقف وحدها!

هل قمة الدوحة مجرد استعراض؟ وتهديدات نتنياهو تتزامن مع الذكرى الخامسة لاتفاقيات أبراهام... غياب تبون، وصمت بن سلمان، ورفع إيران للسقف وحدها!
معرف الأخبار : 1686614

انطلقت في العاصمة القطرية الدوحة، الاثنين، القمة العربية الإسلامية الطارئة لمناقشة الرد على العدوان الإسرائيلي الغادر الذي استهدف، الثلاثاء الماضي، عدداً من قيادات حركة حماس داخل قطر. يُفترض أن تكون القمة منصة لتضامن عربي وإسلامي واسع مع دولة قطر، وإدانة جماعية للاعتداء الإسرائيلي، غير أن العديد من الملاحظات رافقت الحدث.

غاب عن القمة العديد من القادة العرب، حيث مثل سلطنة عمان نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع شهاب بن طارق آل سعيد، فيما حضر المغرب عبر نائب الملك مولاي رشيد، والكويت عبر ولي عهدها صباح خالد الحمد الصباح، والإمارات برئاسة الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء، والبحرين عبر الشيخ عبدالله بن حمد آل خليفة. وتغيب الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، وحل محله وزير الدولة للشؤون الخارجية أحمد عطاف، في حين غاب الرئيس التونسي قيس سعيّد، مما أثار تساؤلات حول أسباب هذا الغياب وتباين مواقف الدول العربية إزاء البيان الختامي.

وفي مفارقة لافتة، ترأس ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وفد بلاده إلى القمتين الخليجية والعربية الإسلامية في الدوحة، دون إلقاء كلمة رسمية، حيث أجرى لقاءات ثنائية على هامش القمة مع عدد من القادة، بينهم العاهل الأردني، والرئيس الإيراني، ورؤساء وزراء العراق وباكستان.

وفي حين كانت قمة الدوحة تتصدر المشهد العربي والإسلامي، شن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تصريحات قوية من القدس المحتلة، مهدداً بشن ضربات جديدة على قادة حركة حماس في أي مكان، متهمًا بعض الأطراف بالنفاق تجاه إسرائيل.

من جهته، أكد أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في كلمة القمة، أن الاعتداء الإسرائيلي الغادر على العاصمة الدوحة استهدف مسكنًا يقطنه عائلات قادة حماس ووفدها المفاوض، معتبراً أن حلم نتنياهو بتحويل المنطقة إلى نفوذ إسرائيلي هو وهم كبير لن يتحقق.

بدوره، خاطب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي “الشعب الإسرائيلي”، محذرًا من أن استمرار العدوان يعرض فرص السلام المستقبلي للخطر، ويهدد الأمن الإقليمي ويقوض الاتفاقيات الموقعة، داعياً الجميع إلى تجنب العودة إلى أجواء الصراع التي ستكلف الجميع ثمناً باهظاً.

وفي مقال رأي بصحيفة “الغارديان” البريطانية، وصف الكاتب القمة بأنها “للاستعراض فقط”، مشيرًا إلى أن العلاقات مع الإدارة الأمريكية السابقة لا تضمن تحقيق مصالح الدول العربية، بل قد تكون سببًا في تجاهلها أو معاقبتها.

تزامناً مع انعقاد القمة، تمرّ الذكرى الخامسة لاتفاقيات أبراهام لتطبيع العلاقات بين إسرائيل وعدد من الدول العربية، ما يطرح تساؤلات حول مدى جدية التضامن العربي الإسلامي في مواجهة العدوان.

ولم تخلُ القمة من مواقف بارزة، حيث دعا الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إلى توحيد الصفوف وقطع العلاقات مع الكيان الصهيوني على كافة المستويات، اقتصادياً وثقافياً واجتماعياً، مؤكداً أن على الدول الإسلامية اتخاذ خطوات عملية وحازمة.

وأشار العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني إلى أن العدوان على قطر يثبت أن التهديد الإسرائيلي لا حدود له، داعياً إلى رد واضح وحاسم ورادع.

أما الرئيس اللبناني جوزاف عون، فعبّر عن استيائه من تكرار بيانات التنديد والشجب، التي باتت تثير السأم في نفوس الشعوب العربية.

فيما شدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على ضرورة ترجمة قرارات القمة إلى خطوات عملية ووثيقة موجهة إلى العالم، مشيراً إلى استمرار بعض السياسيين الإسرائيليين في تكرار أوهام “إسرائيل الكبرى”.

رافق الرئيس أردوغان في زيارته إلى الدوحة زوجته أمينة، ورئيس جهاز الاستخبارات إبراهيم قالن، وكبار مستشاريه في السياسة الخارجية والأمن.

وكانت كلمة الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع هي الأقصر في القمة، حيث ألقاها في دقيقة واحدة فقط، وسط أجواء توحي بالجدية والتوتر.

رأي اليوم

endNewsMessage1
تعليقات