خبیر سياسي:‌ روسيا تعيد تشكيل استراتيجيتها في سوريا لمواجهة الضغوط الغربية

خبیر سياسي:‌ روسيا تعيد تشكيل استراتيجيتها في سوريا لمواجهة الضغوط الغربية
معرف الأخبار : 1685533

في ظل التحولات الإقليمية والدولية المعقدة، يؤكد خبیر سياسي أن روسيا تسعى إلى إعادة تشكيل مصالحها في سوريا من خلال تعزيز علاقاتها مع الحكومة السورية، مستفيدة من الوضع الراهن لمواجهة الضغوط الغربية.

قال الخبير الإيراني قاسم مؤمنی في مقابلة مع وكالة «إيلنا» إن الزيارة الأولى لمسؤولي موسكو رفيعي المستوى إلى سوريا تمثل مرحلة جديدة في إعادة تعريف مصالح روسيا في الشرق الأوسط. وأشار إلى أن دمشق باتت اليوم دولة ذات شرعية دولية بعد الاعتراف الأوروبي والأمريكي بها، وأن موسكو تسعى لاستعادة حضورها الاستراتيجي في سوريا عبر تقوية علاقاتها مع الحكومة السورية.

وأضاف مؤمنی أن دمشق لا يملك التزامًا شخصيًا خاصًا تجاه بشار الأسد أو الحقبة السابقة، بل تشكل ورقة سياسية ذات وزن في معادلات موسكو الإقليمية. لفت إلى أن روسيا تستخدم "ورقة أسرة الأسد" لاستثمارها في تسوية الأوضاع السياسية والأمنية في سوريا، وفي الوقت ذاته تحرص على استقرار النظام لمنع فوضى قد تضر بمصالحها.

وأوضح أن التعاون بين موسكو ودمشق يأتي في إطار تفاهمات متبادلة، إذ تمنح روسيا الدعم السياسي والاقتصادي والأمني مقابل تحكم الحكومة السورية بسياساتها الداخلية. هذا يعزز موقع موسكو في المنطقة ويواجه الضغوط الغربية، لا سيما الأمريكية والأوروبية، التي لها مصالح كبيرة في الملف السوري.

وأشار مؤمنی إلى أن التحولات الإقليمية الأخيرة كشفت عن خسائر ملموسة لتركيا التي لم تحقق أهدافها في سوريا، في حين أن إسرائيل تراقب بحذر التحركات التركية، مع توتر العلاقات بين أنقرة وتل أبيب.

وحول الأبعاد الأوسع، أكد مؤمنی أن موسكو تنظر إلى سوريا كأداة في مواجهة الضغوط الغربية، لاسيما في ظل الأزمة الأوكرانية المستمرة. حيث يمثل الوجود الروسي في سوريا ورقة ضغط استراتيجية تسمح لبوتين بمناورة على الساحتين الإقليمية والدولية، من خلال دعم الجماعات المحلية وتسوية ملفات النزاع، وتحقيق توازن بين القوى.

وختم مؤمنی تحليله بالتأكيد أن روسيا تعتمد على مزيج من القوة والتهديد لفرض إرادتها في مناطق الصراع. مستشهداً بالهجوم أو النفوذ الروسي على الحدود البولندية، معتبراً أنه يأتي ضمن استراتيجيات تهدف إلى فتح قنوات تفاوض جديدة وليس لتصعيد حرب شاملة. وشدد على أن فشل بوتين في تحقيق أهدافه قد يؤدي إلى تداعيات سياسية عميقة على روسيا، خصوصاً في ظل استمرار الحرب في أوكرانيا وما خلفته من آثار مالية وإنسانية.

 

 

endNewsMessage1
تعليقات