خلفيات اقتراح ترامب لتغيير اسم وزارة الدفاع الأمريكية إلى وزارة الحرب ودور القوى الصاعدة في إعادة تشكيل النظام العالمي

اقتراح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تغيير اسم وزارة الدفاع إلى وزارة الحرب يأتي في سياق تحولات جذرية في موازين القوى العالمية، مع تصاعد النفوذ العسكري والاقتصادي للصين وروسيا والهند، مما يضع واشنطن أمام تحديات معقدة داخلياً وخارجياً قد تعيد تشكيل النظام الدولي وتقرب العالم من مخاطر صراع عالمي شامل.
وأشار بيجدلي إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا يملك بمفرده صلاحية تعديل البنى الأساسية للدولة أو تعديل الدستور الأمريكي، حيث يتطلب أي تغيير دستوري موافقة ثلثي أعضاء الكونغرس، كما حدث في السابق مع التعديلات الدستورية الهامة مثل تحديد مدة الرئاسة. وأضاف أن اقتراح ترامب لتغيير اسم وزارة الدفاع إلى وزارة الحرب يتطلب المرور عبر هذا المسار التشريعي المعقد.
كما تناول بيجدلي التحولات العميقة التي يشهدها العالم، حيث برزت الصين كقوة بحرية وعسكرية متنامية إلى جانب قوتها الاقتصادية. وأشار إلى التوتر المستمر مع واشنطن بسبب السياسات التجارية الحمائية التي فرضها ترامب، والتي أدت إلى تراجع التبادل التجاري ودفعت بكين نحو تعزيز قدراتها العسكرية، مما زاد من حدة التوترات، خصوصاً في منطقة تايوان التي قد تتحول إلى شرارة نزاع عالمي.
وأكد الخبير السياسي أن السياسات الاقتصادية الحمائية لترامب لم تحقق الأهداف المرجوة، بل أضرت بالاقتصاد الأمريكي ودفعت الصين لتعزيز تحالفاتها مع روسيا والهند، مما أسهم في تكوين مثلث قوى اقتصادي وعسكري جديد يهدد التفوق الأمريكي. وأشار إلى أن روسيا استفادت من الأوضاع الراهنة ورفضت التراجع عن مناطق النزاع مثل القرم وأجزاء من شرق أوكرانيا، مما عزز مكانتها الدولية.
وحذر بيجدلي من أن استمرار الولايات المتحدة في نهج السيطرة الأحادي والتجاهل لموازين القوى الجديدة قد يؤدي إلى خسائر استراتيجية. وأكد أن العالم يقترب من مرحلة من عدم الاستقرار الدولي قد تفضي إلى نزاع عالمي شامل، مشدداً على ضرورة تعديل السياسات الأمريكية الاقتصادية والعسكرية لتفادي التصعيد مع القوى الصاعدة.
وختم بيجدلي حديثه بالتأكيد على أن النظام العالمي يشهد تحولاً جذرياً، وأن تجاهل الولايات المتحدة وأوروبا لهذه الحقيقة قد يؤدي إلى مستقبل محفوف بالمخاطر. وأشار إلى أن اضطرابات النظام العالمي غالباً ما تقود إلى حروب كبرى، وقد أصبح صدى الحرب العالمية الثالثة أقرب من أي وقت مضى.