خبير سياسي: انسحاب واشنطن من "عين الأسد" يحمل رسائل استراتيجية.. وسبتمبر قد يشهد تحولات كبرى في الشرق الأوسط

خبير سياسي: انسحاب واشنطن من "عين الأسد" يحمل رسائل استراتيجية.. وسبتمبر قد يشهد تحولات كبرى في الشرق الأوسط
معرف الأخبار : 1675380

قال رئيس المركز العربي للدراسات الإيرانية، إن انسحاب القوات الأميركية من قاعدة "عين الأسد" في العراق بحلول سبتمبر المقبل يحمل رسائل سياسية واستراتيجية عميقة قد تمهد لتحولات كبيرة في الشرق الأوسط، وسط توقعات بتصاعد التوترات الإقليمية واحتمالية نشوب نزاعات جديدة، لا سيما مع استمرار طموحات إسرائيل وتناغمها مع إدارة الرئيس ترامب.

وأوضح محمد صالح صدقيان في مقابلة مع وكالة "إيلنا" الإيرانية أن عملية الانسحاب الأميركي من "عين الأسد" جاءت في إطار التفاهمات السابقة بين واشنطن وحكومة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني. ووفق هذه التفاهمات، تم الاتفاق على إعادة تعريف وتوزيع القوات الأميركية في العراق، بحيث تُنقل القوات القتالية والمعدات الهجومية من القواعد الحساسة مثل مطار بغداد وقاعدة عين الأسد إلى قاعدة "الحرير" في أربيل، على أن يتم الإنهاء الكامل للتواجد القتالي الأميركي في سبتمبر.

وأضاف أن هذا هو الجانب العلني والرسمي من الانسحاب، الذي يجري بالتنسيق مع الحكومة العراقية، لكن ثمة بُعداً آخر غير معلن يتعلق بالتحولات الإقليمية الجارية، ولا سيما الطموحات الإسرائيلية المتزايدة بشأن تنفيذ مشروع "إسرائيل الكبرى"، وهو مشروع طالما روج له بنيامين نتنياهو، ويدّعي أن حدوده تمتد "من النيل إلى الفرات"، لتشمل أجزاء من العراق وسوريا ولبنان ومصر.

وأشار صدقيان إلى أن هذا المشروع لطالما واجه رفضاً عربياً شاملاً، لكنه لا يزال يشكل دافعاً لسياسات إسرائيل في المنطقة، لا سيما في ظل الدعم الذي قد تتلقاه من الإدارة الأميركية الحالية برئاسة دونالد ترامب، الذي أبدى في عدة مناسبات استعداده لإحداث تغييرات جوهرية في ملفات المنطقة، بما فيها إنهاء الحرب في أوكرانيا، والتوسط في صفقات سلام جديدة، وقد ألمح في تصريحات سابقة إلى إمكانية منحه جائزة نوبل للسلام.

وبحسب صدقيان، فإن البعض يربط توقيت الانسحاب الأميركي المتوقع من العراق بإمكانية شنّ إسرائيل حرباً جديدة على إيران، مستفيدة من وجود ترامب في البيت الأبيض. كما أن هناك من يتحدث عن سيناريوهات تشمل اضطرابات داخلية في العراق، أو تفعيل جبهات جديدة في سوريا ولبنان، خاصة مع تصاعد الجدل حول سلاح حزب الله، إضافة إلى الحديث عن مفاوضات سلام سرية بين دمشق وتل أبيب.

ورأى المحلل الإيراني أن الوضع في المنطقة شديد الغموض، وأن من الصعب التنبؤ بمسار الأحداث خلال الشهر المقبل، خاصة مع استمرار الاجتماعات واللقاءات الدولية بين واشنطن والدول الأوروبية، ووجود محاور دبلوماسية مفتوحة بين ترامب، زيلينسكي، وقادة العالم.

وتابع: "حتى لو تم تنفيذ الانسحاب الجزئي ونُقلت القوات الأميركية إلى إقليم كردستان، فإن هذا التحرك سيكون له تداعيات سياسية وأمنية داخل العراق. إسرائيل من جانبها لا تزال حاضرة بقوة في ملفات العراق وسوريا ولبنان، ومن الواضح أنها تخطط لاستغلال فترة رئاسة ترامب لأقصى درجة ممكنة".

وختم صدقيان حديثه بالتأكيد على أن الأنظار كلها تتجه إلى سبتمبر، "الشهر الذي قد يحمل في طياته مفاجآت استراتيجية كبرى في الشرق الأوسط"، لكنه شدد في الوقت نفسه على أن كل الاحتمالات واردة، وأن الغموض لا يزال سيد الموقف.

 

endNewsMessage1
تعليقات