طلب سوري مفاجئ من موسكو لعودة الشرطة العسكرية إلى الجنوب... هل تتغير قواعد الاشتباك مع الإحتلال؟

في تطور لافت قد يحمل تحوّلات استراتيجية في المشهد الجنوبي السوري، كشفت مصادر دبلوماسية عن طلب رسمي تقدّمت به حكومة أحمد الشرع إلى روسيا، يقضي بعودة دوريات الشرطة العسكرية الروسية إلى المحافظات الجنوبية، في مسعى للحد من التوغلات الإسرائيلية المتزايدة منذ أواخر عام 2024.
كشفت صحيفة "كوميرسانت" الروسية، نقلًا عن مصادر مطّلعة، أن الحكومة السورية برئاسة أحمد الشرع أبدت اهتمامًا متجددًا بعودة عناصر الشرطة العسكرية الروسية إلى مواقعهم السابقة في الجنوب السوري، في خطوة يُنظر إليها على أنها محاولة لإعادة رسم موازين القوى في المنطقة، ومنع إسرائيل من مواصلة توغلاتها العسكرية.
ويعتقد أن القيادة السورية ترى في هذه الخطوة وسيلة فعّالة لكبح ما تصفه بـ"الانتهاكات الإسرائيلية"، خصوصًا بعد أن أقام الجيش الإسرائيلي منذ نهاية عام 2024 منطقة عازلة في الجنوب السوري، بحجة تأمين حدوده الشمالية وحماية أبناء الطائفة الدرزية.
ونقلت الصحيفة عن مصدر حضر اجتماع وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، مع أبناء الجالية السورية في موسكو مطلع الشهر الجاري، أن دمشق تعتبر إعادة الانتشار الروسي في الجنوب عنصرًا حاسمًا في وقف تدخلات إسرائيل، بل وتنظيم العلاقة بين الحكومة الانتقالية والإسرائيليين ضمن أطر تضبط المشهد الأمني.
وبحسب التقرير، فإن الوجود الروسي في الجنوب تراجع بشكل كبير بعد تغيير السلطة في دمشق وصعود أحمد الشرع إلى الحكم، وهو ما أعطى الفرصة لإسرائيل لتوسيع نفوذها في بعض المناطق الحدودية، مستغلة انشغال روسيا بجبهات أخرى.
وفي 31 يوليو الماضي، وصل وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني إلى موسكو على رأس وفد رسمي، تبعه وزير الدفاع مرهف أبو قصرة الذي عقد اجتماعًا مطوّلًا مع نظيره الروسي أندريه بيلاوسوف. وقد تكللت الزيارة بلقاء جمع الشيباني بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الكرملين، حيث أكد الجانبان على مرحلة جديدة من الشراكة الاستراتيجية بين موسكو ودمشق، تقوم على احترام السيادة السورية ورفض التدخلات الخارجية، وعلى رأسها التحركات الإسرائيلية جنوب البلاد.