السعودية تُعيد فلسطين إلى طاولة العالم: معركة الاعتراف تبدأ... وإسرائيل تصرخ "دولة جهادية"!

السعودية تُعيد فلسطين إلى طاولة العالم: معركة الاعتراف تبدأ... وإسرائيل تصرخ "دولة جهادية"!
معرف الأخبار : 1671881

بقيادة دبلوماسية حازمة، تشعل المملكة العربية السعودية جبهةً سياسية لدفع العالم نحو الاعتراف الكامل بدولة فلسطين، مشترطة قيامها على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية كمدخل لأي سلام أو تطبيع. وبينما تحشد الرياض الدعم العربي والدولي وتُلوّح بتغيير قواعد اللعبة، تصطدم المبادرة برفض إسرائيلي هستيري، وتحفّظ أمريكي واضح، ما يطرح تساؤلات مصيرية: هل تُثمر الدبلوماسية السعودية حيث فشلت الرصاصات؟ وهل اقتربت ساعة الدولة الفلسطينية رغم كل العوائق؟

في موقف غير مسبوق من حيث حدّته، أدانت المملكة العربية السعودية عبر وزارة خارجيتها قرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي بإعادة احتلال قطاع غزة، واصفةً إياه بأنه جريمة جديدة تضاف إلى سجلّ الممارسات الوحشية والتطهير العرقي والتجويع الممنهج ضد الشعب الفلسطيني.

وحذّرت السعودية من أن استمرار عجز المجتمع الدولي عن لجم هذه الانتهاكات يقوّض الشرعية الدولية ويهدد الأمن الإقليمي والعالمي، وينذر بعواقب وخيمة في حال استمرار سياسة الإبادة الجماعية والتهجير القسري.

هذه التصريحات تندرج ضمن جهود سعودية متواصلة تقودها المملكة منذ سبتمبر 2024، تهدف إلى حشد اعتراف دولي واسع بدولة فلسطين. وتشترط الرياض إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية كشرط أساسي لأي تطبيع محتمل مع إسرائيل، انسجامًا مع مبادرة السلام العربية التي طرحها الملك عبد الله بن عبد العزيز عام 2002.

وفي خطوة عملية، نظمت السعودية بالتعاون مع فرنسا مؤخرًا مؤتمرًا دوليًا في نيويورك، شاركت فيه أكثر من 17 دولة إلى جانب جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي، وأسفر عن "إعلان نيويورك" الذي يدعو إلى الاعتراف المتدرج بالدولة الفلسطينية كحلّ وحيد يضمن الأمن والاستقرار للمنطقة.

ومع ذلك، دعا الإعلان إلى نزع سلاح حركة حماس وتسليم قيادة قطاع غزة، ما أثار تحفظات بين أوساط المقاومة الفلسطينية وبعض فصائلها التي تعتبر السلاح أداة مشروعة في مواجهة الاحتلال.

رغم الدعم الدولي المتنامي، فإن موقف الولايات المتحدة يبقى متحفظًا. فقد أكد جيه دي فانس، نائب الرئيس الأميركي، أن بلاده لا تعتزم الاعتراف بدولة فلسطينية في الوقت الحالي، ما يُظهر تناقضًا واضحًا مع مساعي حلفائها الأوروبيين والعرب.

على الجانب الآخر، جاءت ردود فعل الاحتلال متشنجة؛ حيث وصف رئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو، الاعتراف بالدولة الفلسطينية بأنه "عقاب للضحية"، مدّعيًا أن مثل هذه الدولة ستكون "جهادية" وتشكل تهديدًا وجوديًا لإسرائيل بل ولأوروبا نفسها.

ورغم هذا الرفض، أكدت السعودية في جلسة مجلس الوزراء التي ترأسها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في نيوم، دعمها المطلق لحل الدولتين كخيار لا بديل عنه، داعية جميع دول الأمم المتحدة لتأييد الوثيقة الختامية للمؤتمر الدولي، والعمل الجاد لتطبيقها.

واختتمت صحيفة "الرياض" الرسمية الموقف السعودي بتأكيد أن المملكة لن تتراجع عن دعم الحق الفلسطيني، لأنه لا يسقط بالتقادم، ولأن الدولة الفلسطينية آتية، طالما أن من يؤمن بها لا يزال يقاتل من أجلها بالحكمة والصبر والدبلوماسية الرشيدة.

خلاصة:

المملكة العربية السعودية باتت في طليعة الدول التي تُحرك الملف الفلسطيني دوليًا، مدفوعةً بإيمان راسخ بعدالة القضية وضرورة حلّها جذريًا. ومع أن الطريق مليء بالعقبات السياسية، تبقى الرياض مقتنعة أن لا أمن ولا استقرار دون دولة فلسطينية كاملة السيادة، تدعمها شرعية القانون الدولي وإرادة الشعوب الحرة.

 

endNewsMessage1
تعليقات