انتخابات الکیان تؤکِّد: إسرائیل دولة عنصریّة فاشیّة قائمة على نفی الآخر وتفوّق الیهود

asdasd
معرف الأخبار : ۱۲۹۳۴۶۷

وجهّت دولة الاحتلال الإسرائيليّ عبر الانتخابات العامّة التي جرت أمس الثلاثاء رسالةً حادّةً كالموس للعرب، من مُطبّعين ومُعادين ومُمانعين، وللفلسطينيين، وللعالم برّمته: الكيان هو دولة عزلٍ عنصريٍّ بكلّ ما تحمل هذه الكلمة من معانٍ وتداعيات وإسقاطات، وأنّ الدولة العبريّة هي أوّل ديكتاتوريّة إسرائيليّة تقوم على تفوّق العرق اليهوديّ، وبطبيعة الحال نفي الآخر، العربيّ والفلسطينيّ على حدٍّ سواء.

نتائج التصويت، بعد فرز حوالي سبعين بالمائة من الأصوات، أوضحت بشكلٍ غيرُ قابلٍ للتأويل أنّ رئيس الوزراء السابِق، بنيامين نتنياهو، سيعود حتمًا إلى سُدّة الحكم، مع ائتلافٍ يمينيٍّ-دينيٍّ-عنصريٍّ يشمل 69 نائبًا، أيْ أنّ حكومته القادمة ستكون ثابتةً وغيرُ مرتبطةٍ بأيّ حزب من أحزاب المعارضة.

كما أكدت النتائج المرحليّة أنّ قوّة رئيس الوزراء الحاليّ، يائير لبيد، ما زالت على حالها، ولم تشفع له الجرائم الأخيرة التي ارتكبتها حكومته في الأشهر الأخيرة بحقّ الشعب العربيّ الفلسطينيّ في كلٍّ من الضفّة الغربيّة المُحتلّة وقطاع غزّة، بما في ذلك العدوان على قطاع غزّة، والقتل اليوميّ بالضفّة الغربيّة المُحتلّة.

اللافت، أوْ بالأحرى عدم اللافت أنّ حزب (القوّة اليهوديّة)، الذي يُطالِب علنًا بطرد العرب من فلسطين التاريخيّة، ويعتبر نفسه مكملاً لدرب الحاخام العنصريّ والفاشيّ، مئير كهانا، بات القوّة الثالثة في الكنيست الإسرائيليّ بعد حصوله على 15 مقعدًا، ومن المُتوقّع أنْ يُعيّن قائده الأوّل، بتساليئيل سموتشريش، وزيرًا للأمن، وهو الذي أوضح سابقًا أنّ الإسلام هو دين الإرهاب، وطالب بلفّ جثث الفدائيين بجلد الخنزير، فيما سيتّم تعيين القائد الثاني في الحزب، إيتمار بن غفير، وهو الذي أدانته محكمةً إسرائيليّةً بارتكاب جرائم إرهاب، سيتّم تعيينه وزيرًا للأمن الداخليّ.

وَمَنْ كان بحاجةٍ للتأكّد بأنّ العنصريّة الإسرائيليّة باتت رياضةً وطنيّةً يُمارسها السواد الأعظم من مواطني الكيان نورِد التالي: وزير الأمن الحاليّ، الجنرال المُتقاعِد بيني غانتس، والذي صرّح لدى دخوله المعترك السياسيّ بأنّه أكثر إسرائيليّ قتل عربًا، تنافس في انتخابات أمس في قائمة (المعسكر الرسميّ)، وضمّ إليه قائد هيئة الأركان العامّة السابق بجيش الاحتلال، الجنرال غادي آيزنكوط، ولكنّ الحزب فشل فشلاً مدويًا عندما تغلّب عليه حزب (القوّة اليهوديّة) وحصل على أربعة مقاعد أكثر منه، أيْ بكلماتٍ أخرى، لأوّل مرّةٍ في الكيان يؤكّد الإسرائيليّ أنّ الانتماء للعنصريّة والفاشيّة أهّم من الانتماء للأمن، الذي كان يُعتبر بقرةً مُقدّسةً في الدولة العبريّة.

وبالرغم من الانتصار الكبير لنتنياهو وتوابعه من اليمين المُتطرّف فإنّ إسرائيل في النصف الثاني من العام 2022 تعيش أزماتٍ داخليّةٍ مُستعصيةٍ، وتكفي الإشارة في هذه العُجالة إلى التحليل الذي كان نشره بصحيفة (هآرتس) العبريّة، روغل ألفر، والذي أكّد فيه أنّ “إسرائيل قد وقعّت على شهادة وفاتها (زوالها)، وما علينا إلّا الانتظار لمعرفة التوقيت”، مُوضحًا أنّه: “حسب ما يجري من تطورٍ ديمغرافيٍّ يمكن حسابه، وفي نهاية عمليةٍ طويلةٍ، دمويةٍ وشيطانيةٍ، سيؤدي ذلك إلى خراب دولة اليهود والاحتلال”، على حدّ تعبيره.

وبحسب المصادر والدراسات الإسرائيليّة فإنّه إذا تمّ الجمع بين التهديدات الخارجيّة (إيران، حزب الله والمقاومة الفلسطينيّة في قطاع غزّة)، مع التهديدات الداخليّة، (تأجج الخلافات داخل المجتمع الإسرائيليّ على خلفيةٍ اجتماعيّةٍ وسياسيّةٍ ودينيّةٍ وعرقيّةٍ)، فإنّ إسرائيل تُحاوِل تصدير أزماتها إلى الخارج وتُحذِّر نفسها من خطورة التهديدات الداخليّة، وبالإضافة لذلك، وَجَبَ التذكير بتصريح قائد جهاز الأمن العّام (الشاباك)، رونين بار مؤخرًا بأنّ الانقسام داخل المُجتمع الإسرائيليّ يُشجّع الإرهاب (المقاومة) في فلسطين.

عُلاوةً على ذلك، بدأت في الفترة الأخيرة تنتشِر مقالات وتحليلات بأقلامٍ إسرائيليّةٍ-صهيونيّةٍ تتحدّث بشكلٍ صريحٍ عن قرب انتهاء أوْ زوال الدولة اليهوديّة، كما أنّ العديد من الخبراء والمُحللين في الإعلام العبريّ باتوا يُحذّرون من خطورة (الفوضى) السياسيّة التي تعيشها إسرائيل في الفترة الأخيرة، متوقعين “حربًا أهليّة، لأنّ رئيس الوزراء السابِق”، كما أكّد المُحلِّل روغل ألفر، “سيعود نتنياهو لمنصب رئاسة الوزراء، لكيْ يُقيم في إسرائيل أوّل ديكتاتوريّةٍ قائمةٍ على التفوّق اليهوديّ”، على حدّ تعبيره.

جديرٌ بالذكر أنّ ثلاثة أحزابٍ عربيّةٍ خاضت الانتخابات، وبحسب فرز ما يُعادِل 70 بالمائة من الأصوات فإنّ الشقّ الجنوبيّ في الحركة الإسلاميّة، الداعِمة للحكومة الحالية، أيْ (القائمة العربيّة المُوحدّة) حصلت على أربعة مقاعد، فيما حصل تحالف الجبهة الديمقراطيّة للسلام والمُساواة والحركة العربيّة للتغيير على أربعة مقاعد، أمّا حزب (التجمع الوطنيّ الديمقراطيّ) فلم يعبر نسبة الحسم.

 

endNewsMessage1
تعليقات