موسکو تسعى لتفکیک الوکالة الیهودیة فی روسیا ومخاوف إسرائیلیة من أزمة دبلوماسیة.. “والمخفی أعظم”

asdasd
معرف الأخبار : ۱۲۵۸۷۶۵

تلوّح إسرائيل بالرد على قرار روسي قريب بإغلاق مقر الوكالة اليهودية في موسكو وحظر نشاطها، بإجراءات تصل لاستعادة سفيرها منها، وسط تساؤلات إذا كانت فعلاً تملك أوراق تهديد وضغط إسرائيلية عليها.

وظهرت الأزمة بين روسيا وإسرائیل قبل عدة أيام مع الكشف عن نية السلطات الروسية بوقف عمل الوكالة اليهودية بسبب “انتهاكات القانون الروسي” دون أن تقدّم تفاصيل كثيرة عن ذلك، حيث كانت وزارة القضاء الروسية قد قدمت طلباً لمحكمة في موسكو، يوم الخميس المنصرم، طالبة حلّ الوكالة اليهودية لـ “انتهاكها القانون الروسي”. لكن مراقبين ومصادر في إسرائيل يرون أن المسألة ليست قانونية وقضائية، بل محض سياسية، ومرتبطة بتصريحات لبيد حول الجرائم الروسية في أوكرانيا، وموقف إسرائيل من الحرب ومواصلتها الهجمات على الأراضي الأوكرانية، وعدم وفائها بتسليم عقارات تابعة للكنيسة الأورثوذوكسية في القدس المحتلة، فيما قال مراقبون آخرون إن القضية ما زالت مبهمة، ولا أحد يعرف حقيقة حسابات ودوافع الرئيس فلاديمير بوتين.

وطبقاً للتبريرات الروسية، فإن الرغبة بإغلاق الوکالة اليهودية في موسکو هي نتيجة مساسها بخصوصية مواطنين روس، يهود أو أنصاف يهود، وجمع معلومات عنهم، علاوة على تشجيعها “هجرة العقول من البلاد”. ومن المنتظر أن تبتّ محكمة روسية بالموضوع يوم الخميس القريب. وفي هذه الأثناء تبحث حكومة الاحتلال عن مخارج لتسوية الأزمة تحاشياً لتداعياتها.

 وتنشط الوكالة اليهودية بشكل واسع في مجالات شتى في روسيا من خلال عشرات الفروع لها هناك، بهدف صيانة العلاقات مع يهود روسيا، والمساهمة في المحافظة على هويتهم اليهودية، وبالأساس من أجل تشجيعهم للهجرة للبلاد. ويرجح مراقبون إسرائيليون أن هناك بضع مئات آلاف من اليهود أو “أنصاف يهود” في روسيا، بعدما كان قد غادرها نحو مليون مهاجر يهودي وغير يهودي إلى فلسطين وغيرها بعد انهيار المعسكر الاشتراكي منذ 1989.

على خلفية هذه الأزمة، التي من شأنها أن تتدحرج وتحمل تداعيات ثنائية وإقليمية، من بينها التأثير على هجرة اليهود المتبقين في روسيا للبلاد، والتنسيق الأمني في سوريا، وغيره، كان رئيس حكومة الاحتلال يائير لبيد قد قاد اجتماعاً خاصا للقيادة الإسرائيلية، يوم الأحد، بمشاركة وزراء ومسؤولين في وزارة الخارجية ومجلس الأمن القومي، لبحث الأزمة المتصاعدة مع روسيا، والخطوات الإسرائيلية المحتملة للرد عليها. ونقلت الإذاعة العبرية العامة عن مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى، قوله إن الرد الإسرائيلي على روسيا، إذا اتخذت قراراً نهائياً بإغلاق الوكالة اليهودية، ربما يبلغ حدّ استدعاء السفير الإسرائيلي للتشاور، وهذه تعتبر في العرف الدبلوماسي خطوة تصعيدية. موضحاً أن مداولات الاجتماع المذكور دارت حول خيار “رد إسرائيلي قاس” على قرار تفكيك الوكالة اليهودية في روسيا.

 وقال مصدر آخر لموقع “واينت” إن ردود فعل إسرائيل المقترحة متفاوتة؛ من الاكتفاء ببيانات أو تصريحات شديدة اللهجة تهاجم روسيا، أو التصعيد معها، إلى إجراء مفاوضات سياسية مع روسيا، وقد طلب لبيد تحضير “سلة ردود” متنوعة في هذا المضمار.

 من جهته اقترح الوزير زئيف إلكين، وهو مهاجر روسي بالأصل التقى بوتين عدة مرات، التلويح باتخاذ إجراءات حازمة رداً على روسيا، بما في ذلك التلويح بتعليق إجراءات نقل ملكية الأرض الواقعة عليها كنيسة ألكسندر داخل القدس المحتلة إلى الحكومة الروسية، والتي سبق أن وعد رئيس حكومة الاحتلال السابق بنيامين نتنياهو بتسليمها لموسكو، بيد أن القضية متداولة في محكمة إسرائيلية اليوم.

ومن بين “عمليات الانتقام” التي يقترحها إلكين المساس بالمركز الثقافي الروسي في تل أبيب، الذي سبق ووجهت له اتهامات إسرائيلية في الماضي بأنه يشجع يهوداً من أصل روسي بالعودة لموطنهم.

قبل ذلك كان لبيد قد قال إن “إغلاق مكاتب الوكالة سيكون حدثاً خطيراً سينعكس على العلاقات” مع موسكو، وإن “العلاقات مع روسيا هامة لإسرائيل، والجماعة اليهودية في روسيا كبيرة ومهمة. وبسبب حساسية العلاقة بين إسرائيل وروسيا في الفترة الراهنة، خاصة أن لبيد أطلق في الأسبق تصريحات حادة ضد “الجرائم الروسية في أوكرانيا”، فقد بادر الأخير في الاجتماع المذكور لتفعيل بند “الحصانة”، بغية الحيلولة دون تسريب مضامين الاجتماع، الذي شارك فيه 30 شخصاً، بعضهم ليسوا موظفي دولة، ولا يسري عليهم قانون الحصانة ومنع التسريب.

وفي ظل حالة القطيعة بين بوتين ولبيد تدعو أوساط إسرائيلية لإشراك رئيس إسرائيل يتسحاق هرتسوغ في معالجة الأزمة الحساسة مع روسيا، بعدما نجح في السابق بالمساهمة في تسوية أزمة مشابهة مع تركيا وبولندا.

حالياً يبدو أن السلطات الروسية تعيق مساعي إسرائيل لتسوية الأزمة، فحتى الآن لم تمنح تأشيرات سفر لمسؤولين إسرائيليين طلبوا زيارة موسكو لمعالجة الخلاف ومحاولة إقناع الروس بتمكين الوكالة اليهودية من مواصلة عملها على الأراضي الروسية، في خطوة تستبق مداولات محكمة موسكو، يوم الخميس القريب، والتي تتجه للمصادقة على طلب وزارة القضاء بتفكيك الوكالة اليهودية، كما تؤكد مصادر إسرائيلية.

وقالت القناة العبرية 13 إن جهات روسية تطلق تلميحات في هذا السياق بأن الحكومة الروسية لن تتدخل في عمل المحكمة منوهة إلى أن الوكالة اليهودية نفسها كانت قد فحصت إمكانية وقف عملها في روسيا، بسبب مطالبتها من قبل الأخيرة بتزويدها بمعلومات عن يهود روس يرغبون بالهجرة. ونقلت القناة عن مصدر إسرائيلي قوله إن إغلاق الوكالة اليهودية سيشكّل ضربة للتربية وللهوية اليهودية لدى اليهود في روسيا، ممن ينخرطون ويذوبون يوماً بعد يوم في المجتمع الروسي ويتنازلون فعلياً عن هويتهم اليهودية”.

القدس العربي

 

endNewsMessage1
تعليقات