حلفاء أمیرکا یشککون بأدلة اتهام إیران بالهجمات على ناقلتی النفط

asdasd
معرف الأخبار : ۷۷۴۵۵۷

وزير خارجية ألمانيا قال إن الفيديو غير كافٍ لإجراء تقييم نهائي للوم إيران. والحكومة اليابانية غير مقتنعة وطلبت من واشنطن تقديم دليل ملموس لدعم استنتاجها بأن إيران مسؤولة.

نشرت صحيفة "واشنطن بوست" تحقيقاً لثلاثة من مراسليها حول تشكيك حلفاء الولايات المتحدة بالأدلة الأميركية المزعومة حول تورط إيران في الهجمات على ناقلتي النفط في بحر عمان. والآتي ترجمة نص التحقيق:

 

فيما ضغط حلفاء الولايات المتحدة الأميركية على إدارة الرئيس دونالد ترامب للحصول على مزيد من الأدلة الملموسة التي تربط إيران بالهجمات على ناقلتي نفط في خليج عمان، قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو يوم الأحد إن هناك أدلة إضافية ستصدر قريباً.

وقد طلبت اليابان وألمانيا أدلة أقوى من الفيديو الذي أصدره البنتاغون والذي يظهر زورق دورية إيرانياً يزيل من إحدى السفن عنصراً يُقال إنه لغم غير منفجر.

وقال بومبيو في مقابلتين مع برنامج "The Nation"  "ذا ناشين" على شبكة سي بي إس وبرنامج "فوكس نيوز صنداي" إنه قضى معظم عطلة نهاية الأسبوع وهو يتحدث مع نظرائه في العواصم الأجنبية. لقد كان اعترافاً ضمنياً بأنه كان عليه أن يعمل على إقناع العالم بأن الاتهامات الأميركية ضد إيران، التي أنكرت مسؤوليتها عن الانفجارات المشتبه بها الأسبوع الماضي، هي بالفعل، على حد تعبير بومبيو، اتهامات "لا جدال فيها" و"لا لبس فيها".

وقال بومبيو في برنامج "فوكس نيوز صنداي": "لا شك في ذلك. لدى مجتمع الاستخبارات الكثير من البيانات والكثير من الأدلة. سيأتي العالم ليرى الكثير منه، لكن على الشعب الأميركي أن يطمئن إلى أنه لدينا ثقة كبيرة فيما يتعلق بمن قام بهذه الهجمات بالإضافة إلى نصف دزينة من الهجمات الأخرى في جميع أنحاء العالم على مدار الأربعين يوماً الماضية".

وقد تسببت هجمات الأسبوع الماضي على الناقلتين في إثارة مشكلة مصداقية تثقل كاهل إدارة ترامب لأنها تواجه الشكوك، خاصة من جانب الحلفاء الأميركيين الذين يحضون على "أقصى درجات ضبط النفس" لتجنب المواجهة المتصاعدة بين الولايات المتحدة وإيران.

لقد شعر بومبيو بخيبة أمل إزاء الايحاء بأن الاستنتاج الأميركي كان موضع تساؤل، بما في ذلك طلب وزير الخارجية الألماني هايكو ماس للحصول على مزيد من المعلومات لأن الفيديو "لم يكن كافياً".

وقال بومبيو لشبكة "سي لي أس": لقد شاهد وزير الخارجية الألماني أكثر بكثير من ذلك الفيديو، وسوف يستمر في رؤية المزيد."

وقال بومبيو إن بعض الدول "تتمنى فقط أن يختفي هذا الأمر". لكنه وصف ذلك بحق أساسي لكل دولة في الملاحة عبر المياه الدولية لمضيق هرمز، الذي قال إن إيران تحاول إنكار هذا الحق. وأضاف: "أنا واثق من أننا مع استمرارنا في تطوير نمط الحقائق، فإن الدول في جميع أنحاء العالم لن تقبل فقط الحقائق الأساسية، التي أعتقد أنه لا جدال فيها، ولكنها ستفهم أن هذه مهمة هامة للعالم". لكن حالة عدم اليقين استمرت. البعض متجذر في شكوكه بالرئيس ترامب، الذي أدلى العديد من التصريحات المضللة في الماضي. ويركز البعض على مستشار الأمن القومي، جون بولتون، الذي دافع عن غزو العراق في عام 2003 بسبب التأكيد الخاطئ بأن صدام حسين كان يمتلك أسلحة دمار شامل.

وبعض الشكوك تستهدف بومبيو. فمن خلال وضع سلسلة من التصرفات الإيرانية في الأسابيع الأخيرة، قال بومبيو إن طهران كانت تقف وراء انفجار سيارة مفخخة في 31 أيار/مايو الماضي في كابول بينما كانت قافلة أميركية تمر، مما أدى إلى إصابة أربعة من أفراد القوات الأميركية بجروح طفيفة ومقتل أربعة أفغان. وأعلنت طالبان مسؤوليتها عن ذلك. لكن بومبيو قال إنه لا ينبغي تصديق مزاعم "طالبان".

وقال بومبيو الأحد عندما سئل عن هذا التناقض: "نحن على ثقة من أن إيران قد حرضت على هذا الهجوم"، مضيفاً: "لم أكن لأقول ذلك إذا يكن مجتمع الاستخبارات مقتنعاً أن هذا هو الحال".

وتزايدت التوترات بين الولايات المتحدة وإيران منذ أوائل أيار/ مايو الماضي، عندما شددت إدارة ترامب إنفاذها لعقوبات النفط في محاولة لتصفير إيرادات النفط الإيرانية.

وقال البنتاغون مرتين على الأقل هذا الشهر، إن إيران أو المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن حاولوا إسقاط الطائرات الأميركية بدون طيار. كانت إحدى الطائرات بدون طيار المستهدفة تراقب الحريق على متن "كوكوكا كوراجيس"، الناقلة اليابانية التي ضربت يوم الخميس.

وعلى الرغم من أنه تجنب بعض الأسئلة حول إرسال المزيد من القوات أو السفن أو الطائرات الحربية أو الغواصات الأميركية إلى المنطقة، إلا أن بومبيو قال لقناة فوكس نيوز إن الولايات المتحدة ستضمن العبور الآمن للنفط عبر مضيق هرمز. وأضاف: "هذا تحدٍ دولي. هذا مهم للعالم بأسره. ستحرص الولايات المتحدة على اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة، الدبلوماسية وغير ذلك، لتحقيق هذه النتيجة".

وقال آرون ديفيد ميلر، المسؤول السابق في وزارة الخارجية الأميركية ويعمل الآن في مركز ويلسون، إن بومبيو يحاول بناء قضية للحصول على دعم دولي حتى لا تضطر الولايات المتحدة إلى التصرف بمفردها إذا أرادت الرد. ويعتقد العديد من الحلفاء الأوروبيين أن إدارة ترامب بدأت دورة التصعيد هذه بالانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران العام الماضي.

انتشرت أسئلة حول الرواية الأميركية حول ما حدث لناقلتي النفط منذ أن قال رؤساء الشحن اليابانيون إن "كوكوكا كوراجيس" أصيبت بـ"جسم طائر" وليس بلغم، كما أوحى الفيديو الأميركي.

واتفقت الحكومتان السعودية والبريطانية على أن شريط الفيديو الأميركي يبدو وكأنه يشير إلى إيران، حيث دعا ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، المجتمع الدولي إلى اتخاذ "موقف حاسم" ضد ما سماه التوسعية الإيرانية.

في قصة نشرت يوم الأحد من قبل صحيفة الشرق الأوسط المملوكة للسعودية، لم يقدم ولي العهد دليلاً جديداً على تورط إيران في هجمات الناقلتين، وفق ما جاء في حديثه. ترى المملكة العربية السعودية إيران كخصم رئيسي لها في الشرق الأوسط، والسعوديون، إلى جانب الإمارات العربية المتحدة و"إسرائيل"، كانوا من الداعمين الرئيسيين لاستراتيجية "أقصى ضغط" لإدارة ترامب ضد الحكومة الإيرانية.

لكن وزير خارجية ألمانيا قال إن الفيديو غير كافٍ لإجراء تقييم نهائي للوم. والحكومة اليابانية غير مقتنعة أيضاً، ووفقًا لتقارير وسائل الإعلام اليابانية فإن طوكيو طلبت من واشنطن تقديم دليل ملموس لدعم استنتاجها بأن إيران مسؤولة.

وقال مسؤول حكومي ياباني كبير لصحيفة "جابان توداي" إن "التفسير الأميركي لم يساعدنا في تجاوز التكهنات".

وتم تقديم مطالب مماثلة لدليل "موثوق" من قبل كبير مستشاري السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي وجيريمي كوربين، وهو عضو قيادي في البرلمان البريطاني.

إذا اخذنا هذه الملاحظات مجتمعة فهي تمثل عرضاً استثنائياً لرفض قبول تأكيدات الإدارة الأميركية

وقال المرشح الرئاسي الأميركي الديمقراطي بيت بوتيجيغ إن مصداقية إدارة ترامب "المتدنية" قد زادت من اللبس بشأن ما حدث.

وقال رئيس بلدية ساوث بيند، في ولاية إنديانا الأحد على شبكة "إن بي سي": "من المحزن بعض الشيء أن نعتقد أنه نظراً لأن مصداقية هذه الإدارة منخفضة جداً بشكل عام، أعتقد أن الكثير من الناس يفكرون مرتين في لحظة يجب أن تكون فيها كلمة أميركا حاسمة". وأضاف: "لكن هذا لا يتعارض مع السلوك الإيراني الذي كان عدوانياً وغالباً ما يكون خبيثاً في المنطقة. والسؤال الحقيقي هو ما الذي يمكننا فعله، في ضوء الحقائق على الأرض، لضمان استجابة محسوبة تؤدي إلى تهدئة التوترات في المنطقة بدلاً من تأجيجها؟".

وقال عدد من المشرعين الأميركيين إن البيت الأبيض يجب ألا يخوض الحرب من دون طلب إذن من الكونغرس.

وقال السناتور توم كوتون (وهو جمهوري ممثل لولاية أركنساس) إن "الهجمات غير المبررة على النقل البحري التجاري تستدعي توجيه ضربة عسكرية انتقامية" ضد إيران.

ووصف النائب آدم ب. شيف (وهو ممثل ديمقراطي لولاية كاليفورنيا)، الذي يرأس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب، الأدلة بأنها "قوية للغاية ومقنعة". لكنه أعرب عن قلقه بشأن تأثير بومبيو وبولتون، وكلاهما من الصقور القدامى ضد إيران. ووافق شيف، الذي ظهر أيضاً على شبكة "سي بي إس"، على أن ترامب يريد تجنب الحرب في الشرق الأوسط لكنه قال "إن محيطه، ولا أعرف ما إذا كان ذلك هو بومبيو أو بولتون أو كليهما، يبدو أنه يتخذ إجراءات لتقليل هذا الطموح للبقاء خارج الحرب".

 

endNewsMessage1
تعليقات