خلال مؤتمر صحفي مشترك مع عراقجي؛ لافروف: نتعاون مع إيران لضمان أمن المنطقة.. نحقق نموا بنسبة 15% في التبادل التجاري
أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف تسجيل نمو بنسبة 15 بالمئة في حجم التبادل التجاري بين بلاده والجمهورية الإسلامية الإيرانية خلال الأشهر العشرة الأولى من عام 2025، مؤكدا بأن موسكو تسعى إلى تعزيز التعاون مع طهران لضمان الأمن في المنطقة المشتركة المحيطة بالبلدين.
وقال لافروف، الأربعاء خلال مؤتمر صحفي مشترك عقب انتهاء المفاوضات مع نظيره الإيراني عباس عراقجي في موسكو : إن دخول المعاهدة الشاملة الستراتيجية بين البلدين حيز التنفيذ من شأنه أن يمهد لتطوير أكبر للعلاقات الثنائية.
وأشار وزير خارجية روسيا إلى اللقاء الأخير بين رئيسي الجمهورية الإسلامية الإيرانية والاتحاد الروسي في تركمانستان، قائلا : إن رئيسي البلدين حددا خلال ذلك اللقاء المهام والأهداف اللازمة لتطوير العلاقات؛ متطلعا الى أن تنفيذ المعاهدة الشاملة الستراتيجية بين البلدين "سيمنح زخما إيجابيا لتعزيز التنسيق والتعاون الثنائي في القضايا الدولية والإقليمية".
واعتبر لافروف المفاوضات التي أجراها مع نظيره الإيراني (الیوم) ركزت على البحث فی سبل زيادة المشاورات السياسية بين البلدين، لا سيما على المستويات العليا والبرلمانية والوزارية، إضافة إلى توسيع الاتصالات داخل المجتمع المدني، بما يسهم في تعزيز ركائز علاقات حسن الجوار الثنائية.
وأعرب وزير خارجية روسيا عن ارتياحه لدخول اتفاقية التجارة الحرة بين إيران والاتحاد الاقتصادي الأوراسي حيز التنفيذ اعتبارا من مايو 2025، وكذلك حصول طهران على صفة عضو مراقب في هذا الاتحاد؛ مؤكدا في الوقت ذاته اهتمام موسكو بمواصلة تعزيز أسس التعاون مع طهران، ولا سيما في مجال زيادة التبادل التجاري.
وأوضح لافروف أن مباحثاته مع عراقجي شملت أيضا المشاريع الكبرى المشتركة، وفي مقدمتها محطة بوشهر النووية (جنوب ايران) "التي تواصل أعمالها بدعم ومشاركة الكوادر الروسية"، مؤكدا بأن العمل في هذا المشروع لم يتوقف حتى خلال الهجمات "الإسرائيلية" والأمريكية على إيران.
وزير خارجية روسيا اشار في مؤتمره الصحفي المشترك مع نظيره الايراني بموسكو اليوم، بأن الجانبين استعرضا مشروع سكة الحديد "رشت-آستارا" بشكل مسهب؛ "والذي يتم تنفيذه باستخدام خط ائتماني حكومي روسي".
وقال في جانب اخر من تصريحاته الصحفية اليوم : إن روسيا تتضامن بشكل كامل مع إيران ومع سائر الدول في معارضة اللجوء إلى الإجراءات والعقوبات الأحادية الجانب؛ وأضاف أن "موسكو تدعم تشكيل مجموعة من الدول المهتمة بالتصدي لمثل هذه الإجراءات غير القانونية"، متوقعا أن "هذا المسار سيحظى بدعم أوسع خلال المرحلة المقبلة".
وتابع وزير الخارجية الروسي، أنه "جرى الاتفاق مع إيران على توحيد الرؤى بين الدول الأعضاء في المجتمع الدولي التي تتبنى هذا النهج"؛ مؤكدا بأن "الجانبين ماضيان في بذل جهود محددة وملموسة لتحييد الآثار السلبية الناتجة عن العقوبات غير القانونية على اقتصاد البلدين".
وردا على سؤال آخر، حول "مساعي موسكو وطهران لتطبيع الأوضاع المحيطة بالبرنامج النووي الإيراني عبر الأدوات السياسية والدبلوماسية، والعمل على إزالة السيناريوهات المدمرة"، قال لافروف أن "روسيا وإيران ترغبان في تثبيت الوضع وتطبيعه، وترفضان بشكل قاطع أي عودة إلى الأساليب القسرية"؛ مؤكدا بأنه "في الظروف الراهنة لا توجد حلول سوى المسارات السياسية والدبلوماسية".
وأشار وزير الخارجية الروسي إلى أن بلاده لا تفرض جهودها للوساطة بشأن البرنامج النووي الإيراني، لكنها مستعدة لتقديم المساعدة إذا طلبت طهران ذلك.