عراقجي: العلاقات بين إيران وروسيا عميقة للغاية
قال وزير الخارجية الإيراني "عباس عراقجي" إن العلاقات بين إيران وروسيا عميقة للغاية وشاملة وتشمل جميع المجالات السياسية والاقتصادية والعلمية والثقافية، وحتى الدفاع والأمن، كما أن الاتصالات بين البلدين واسعة النطاق للغاية.
والتقى "عباس عراقجي" رئيس جامعة العلاقات الدولية التابعة لوزارة الخارجية الروسية (مجیمو) وأعضاء هيئة التدريس، وحضر اجتماعا ضمّ أساتذة وطلاب هذه الجامعة وأجاب على أسئلة عدد من الطلاب بعد عرض وتقدیم وجهات نظر ومواقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
وفال عراقجي خلال الاجتماع : "تتشارك إيران وروسيا العديد من وجهات النظر حول القضايا الدولية، ونتفق في مواقفنا تجاه سياسات الهيمنة الأمريكية".
وقال في معرض حديثه عن التطورات الدولية: "للأسف، تتجه العلاقات الدولية والنظام الدولي اليوم نحو الفوضى".
وصرح قائلاً: "بعد مرور ما يقرب من 80 عاما على تأسيس الأمم المتحدة، سعت دول العالم إلى إقامة نظام دولي قائم على القانون الدولي وسيادة القانون لكننا نشهد اليوم تجاهل جميع القوانين والحقوق الدولية واستبدال القانون الدولي بالقوة والسلطة خاصة خلال فترة الإدارة الأمريكية الجديدة.
وقال وزير الخارجية الإيراني: "لقد بنى الرئيس الأمريكي سياسته الخارجية على سياسة تحقیق السلام من خلال اللجوء إلى القوة، بينما تحاول الإنسانية تحقيق السلام من خلال القانون".
وتابع قائلاً: "تعتقد واشنطن أن من يملك المزيد من القوة يمكنه فرض السلام على الآخرين باللجوء إلى القوة والهیمنة؛هذا الوضع يعني سيادة قانون الغاب، وأن تقود أمريكا، العالم إلى مكان يستطيع فيه كل من يملك القوة أن يفعل شيئاً، بينما يُداس ويُسحق كل من لا يملك القوة، فإننا نشهد هذا الوضع علی أرض الواقع اليوم.
وأكد وزير الخارجية الإيراني قائلاً: "بهذا النهج الخاطئ، تمنح الإدارة الأمريكية نفسها الحق في مهاجمة أي مكان في العالم، أو اغتيال أي شخص أو فرض عقوبات عليه لأن هؤلاء الأشخاص لا يتحركون بما يخدم مصالحها".
وقال عراقجي في إشارة إلى الأعمال العدوانية للکیان الصهيوني،: "لقد منح الأمريكيون حليفهم في منطقة غرب آسيا أو الشرق الأوسط حرية العمل وإمكانيات واسعة لاتخاذ أي إجراء يريده، وهو ما يتعارض مع جميع القوانين الدولية".
وصرح عراقجي قائلاً: "لقد هاجم الکیان الإسرائيلي سبع دول خلال العامين الماضيين، وتسبب في استشهاد أكثر من 70 ألف شخص في غزة، مما يدل على ارتکاب إبادة جماعية، ولكن للأسف، تلتزم الولايات المتحدة والدول الأوروبية الصمت التام حيال جرائم هذا الکیان،ومنحته حصانة لارتكاب أي عمل أو جريمة".
وقال في إشارة إلى عدوان الکیان الصهيوني على ایران، بما في ذلك المنشآت النووية السلمية الإيرانية، وانضمام الولايات المتحدة إلى هذا العدوان العسكري: "إن مهاجمة المنشآت الخاضعة لإشراف المؤسسات الدولية هو أكبر مثال على انتهاك القانون الدولي".
وأكد وزير الخارجية الإيراني قائلاً: "إن ما يثير القلق، ويُعتبر تهديداً لجميع الدول على الصعيد الدولي، هو أن أمريكا تقود العالم نحو الفوضى وانعدام القانون؛ فهذا النهج سيجعل العالم أكثر خطورة. بالطبع، لطالما كانت هذه هي سياسة الأمريكيين، لكنهم على الأقل حاولوا إضفاء طابع قانوني عليها؛ أما الآن فقد تخلوا عن التظاهر ويقولون علنًا إنهم يهاجمون هنا وهناك، ودون خجل، يتحدثون عن تحقيق أهدافهم باللجوء إلى القوة.
تغيير في بداية ونهاية حرب الـ12 یوما في مواجهة مقاومة الشعب الإيراني
الرسائل الأمريكية تغيرت في نهاية حرب الـ12 یوما مقارنةً بيومها الأول بفضل صمود الشعب الإيراني
وفي إشارة إلى أحداث حرب الـ12 یوما ( حرب الکیان الصهیوني ضد ایران )، قال: كنا في خضم المفاوضات مع الأمريكيين عندما تعرضت بلادنا للعدوان.
وأضاف عراقجي: "أجرينا خمس جولات من المفاوضات مع "ستيف ويتكوف" (المبعوث الخاص للرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط)، وكنا قد خططنا للجولة السادسة في 15 يونيو، ولكن قبل يومين من بدء هذه الجولة، شن الکیان الصهیوني العدوان علینا ودخلت أمريكا الحرب على إيران مباشرة."
وصرح قائلاً: في الأيام الأولى لهذه الحرب، أرسل إلينا "ويتكوف" رسالة وطلب منا اجراء المفاوضات وأجبناه: "أولاً، أوقفوا العدوان؛ لإننا ندافع عن بلدنا الآن، ولا يمكننا التوقف عن الدفاع والتفاوض في ظل هذه الظروف".
وأضاف عراقجي: دعانا ويتكوف إلى اجراء المفاوضات مرة أخرى وقال: لعل وقف إطلاق النار ووقف الهجمات يكونان نتيجةً لإحدى المفاوضات".
وأوضح عراقجي:ربما كان ويتكوف يقصد التفاوض من أجل الاستسلام، كما كتب الرئيس الأمريكي في مقالٍ آنذاك: "استسلام غير مشروط".
وقال وزير الخارجية الإيراني إن طلب ترامب کان بمثابة قانون الغاب لكننا قررنا الصمود، وفعلنا ذلك من خلال القدرات والصواريخ الإيرانية؛ ونجحت قواتنا المسلحة في الرد بشكل حاسم على اعتداءات الکیان الصهیوني بإطلاق الصواريخ على إسرائيل.
وفي إشارة إلى الدعاية الغربية حول آلة الحرب التابعة للكيان الصهيوني،صرح قائلاً: "رفض الغربيون الاعتراف بحقيقة أن سماء الأراضي المحتلة كانت تحت سيطرة الصواريخ الإيرانية".
وقال عراقجي في إشارة إلى زیارته إلى موسكو، التي تزامنت مع اليوم الحادي عشر من حرب الـ12 یوما : "خلال هذه الزیارة، التقيت الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين"، وبينما كنت عائداً من موسكو إلى طهران، هاجمت القوات المسلحة الإيرانية، القاعدة العسكرية الأمريكية في قطر، وكان هذا الهجوم رداً على العدوان الأمريكي".
ومضی إلی القول: "كنت في طريقي للعودة إلى طهران عبر الحدود البرية عندما أرسل لي السيد "ويتكوف" رسالة بشأن وقف إطلاق نار غير مشروط وقال إن الإسرائيليين مستعدون لوقف الهجمات ابتداءً من الساعة الرابعة صباحاً".
وأستطرد وزير الخارجية قائلاً: "إنهم انتقلوا من فكرة الاستسلام غير المشروط إلى اقتراح وقف إطلاق نار غير مشروط بفضل قوة إيران ومقاومتها".
وتابع عراقجي قائلاً: "هذا الوضع يدل علی أنه في ظل النظام الدولي الحالي وسياسة الهيمنة الأمريكية، ليس أمام الدول خيار سوى أن تكون قوية".
العلاقات الإيرانية الروسية تشهد تقدما في جميع المجالات
وثمّن وزير الخارجية الإيراني موقف روسيا والعديد من الدول الأخرى في إدانة العدوان العسكري للکیان الصهیوني على إيران، ودعم بلادنا، والتعبير عن تضامنها مع الشعب الإيراني،وقال إن مواقف موسكو كانت نقطة تحول تاريخية في العلاقات الإيرانية الروسية لن ننساها أبدا.
وأضاف عراقجي أن العلاقات الإيرانية الروسية تشهد تقدما في جميع المجالات وعلى جميع المستويات ويجري الجانبان مشاورات وثيقة بما في ذلك في المجال السياسي.
وفي إشارة إلى تدشين روسيا أول محطة طاقة نووية إيرانية، تحدث عراقجي عن استمرار التعاون بين البلدين في هذا المجال، فضلاً عن المجالات الأخرى للطاقة.
وصرح وزير الخارجية قائلاً: "يُعدّ مجال الطاقة أحد مجالات التعاون بين إيران وروسيا، وهو مجال واسع يشمل النفط والغاز، فضلاً عن مواجهة العقوبات غير القانونية المفروضة على البلدين". مضیفا: "يجري تنفيذ العديد من المبادرات والمشاريع بين إيران وروسيا لمواجهة هذه العقوبات وسنتابع التعاون في هذا المجال، وفي قضايا أخرى كقطاع النفط ونقل الغاز وتبادله.
وقال عراقجي في إشارة إلى مواجهة إيران للعقوبات غير القانونية على مدى السنوات الخمس والأربعين الماضية: "بإمكاننا تزويد روسيا بخبراتنا في مواجهة العقوبات".