عراقجي: لن تؤدي الوصفات المستوردة والقرارات العابرة للأقاليم إلى الاستقرار في أي بلد

عراقجي: لن تؤدي الوصفات المستوردة والقرارات العابرة للأقاليم إلى الاستقرار في أي بلد
معرف الأخبار : 1727320

قال وزير الخارجية الإيراني في اجتماع "مراجعة التطورات في أفغانستان"، الذي بدأ في طهران بمشاركة دول الجوار والدول الإقليمية، بهدف مناقشة وتبادل وجهات النظر حول التطورات في أفغانستان: لا يمكن لأي وصفة عابرة للأقاليم أن تحل المشاكل والأزمات الإقليمية ولن تؤدي الوصفات المستوردة والقرارات العابرة للأقاليم إلى الاستقرار في أي بلد.

وأضاف"عباس عراقجي" : استناداً إلى التجربة، يمكن أن يكون الجيران الحل الأمثل والأكثر موثوقية". ولهذا السبب، لطالما أكدت الجمهورية الإسلامية الإيرانية على أهمية دور الجيران في كل مبادرة تتعلق بأفغانستان.

واجتمع ممثلون خاصون من الدول المجاورة لأفغانستان صباح اليوم الأحد بدعوة من وزارة الخارجية الإيرانية لمناقشة واستعراض أهم التطورات الأخيرة المتعلقة بأفغانستان والمنطقة. وفي مستهل الاجتماع، عبّر وزير الخارجية الإيراني، السيد عباس عراقجي، عن أهم وجهات نظر طهران بشأن أفغانستان والتطورات في منطقة جنوب آسيا.

وقال وزير الخارجية في هذا الاجتماع: إن مشاركتكم في هذا الاجتماع دليل واضح على عزمنا المشترك على تعزيز السلام والاستقرار والازدهار في المنطقة. إن أفغانستان أرض وشعب نبيل يتمتع بقدرات لا مثيل لها وقد لعبت دوراً محورياً بين المناطق المجاورة عبر التاريخ ولديها إمكانيات هائلة في المجالات الاقتصادية والإنسانية والنقل والطبيعية.

وأضاف عراقجي: إن الموقع الجيواقتصادي لأفغانستان يضعها في قلب شبكات الاتصال في آسيا الوسطى وغرب آسيا وجنوب آسيا. ولذلك، فإن استقرار أفغانستان وتنميتها ليسا مجرد ضرورة إنسانية، بل هما أيضاً ضرورة استراتيجية للمنطقة بأسرها.

وتابع قائلاً: لقد أظهرت تجربة العقود القليلة الماضية بوضوح أن الأمن والتنمية والازدهار في أفغانستان مرتبطة ارتباطاً مباشراً بمصالح جميع الدول المجاورة؛ لذلك، ليس من المبالغة القول، كما قال إقبال لاهوري، الشاعر الباكستاني الناطق بالفارسية، إن مستقبل منطقتنا المشترك مرتبط بمستقبل أفغانستان.

وتابع قائلاً: يهدف هذا الاجتماع إلى التشاور والنقاش مع دول المنطقة حول إحدى أهم القضايا فيها وهو يُعقد لأول مرة على هذا المستوى. ومن الطبيعي أن يكون التركيز على أهمية التقارب وتحسين الأوضاع العامة للمنطقة في مواجهة التحديات القائمة محور اهتمام الدول المشاركة في هذا الاجتماع.

وأضاف: إن إرساء الاستقرار والأمن في المنطقة، والعمل على دمج أفغانستان في العمليات السياسية والاقتصادية للمنطقة والاهتمام بالالتزام والمسؤولية الجماعية وفي نهاية المطاف بناء الثقة في العلاقات بين مختلف البلدان بناءً على سلوك هذه البلدان، هي من بين القضايا التي يمكن أن تكون بناءة في تشكيل توافق عام في المنطقة.

وقال عراقجي: نحن نلتزم بمبدأ أن التطورات والتحديات الإقليمية لا يمكن إدارتها وحلها إلا من خلال الحوار البناء والمشاركة الفعالة لجميع البلدان والالتزام الكامل بمبادئ الاحترام المتبادل واستخدام الآليات المحلية والتعاون المستدام بين بلدان المنطقة.

وتابع قائلاً: أظهرت التطورات في المنطقة خلال السنوات الأخيرة أن المقاربات الخارجية والوصفات المفروضة لا تؤدي إلى الاستقرار ولا تضمن التنمية المستدامة. إن تجربة التدخل العسكري ووجود حلف الناتو في أفغانستان على مدى عقدين من الزمن خير دليل على ذلك.

وأضاف:إن التركيز المفرط على الحلول الأمنية، وتجاهل السياق الاجتماعي والثقافي لأفغانستان وتجاهل دور الجهات الفاعلة الإقليمية والجيران وجعل الهياكل السياسية والاقتصادية لأفغانستان تابعة وفاسدة وفي نهاية المطاف، الانسحاب المتسرع في عام 2021، كلها علامات على الفشل والهزيمة.

إيران تؤكد دائماً على مركزية دور الجيران في أي مبادرة تتعلق بأفغانستان

وتابع عراقجي قائلاً: "يمكن أن يكون الجيران الحل الأمثل والأكثر موثوقية. وعليه، لطالما أكدت الجمهورية الإسلامية الإيرانية على مركزية دور الجيران في كل مبادرة تتعلق بأفغانستان وتؤمن بأن الدول المجاورة التي تربطها بأفغانستان علاقات تاريخية وثقافية وإنسانية واقتصادية عميقة يجب أن تلعب دوراً أساسياً في تيسير عمليات التعاون".

وقال وزير الخارجية: "إن شبكة النقل والطاقة الإقليمية لا تساهم فقط في نمو وتطور هذا البلد، بل تمهد الطريق أيضاً للتكامل الإقليمي. إن تعزيز روابط الطرق والسكك الحديدية، وتسهيل التجارة والتعاون الحدودي وتطوير ممرات العبور، من شأنه أن يجعل من أفغانستان حلقة وصل حيوية تربط آسيا الوسطى وغرب آسيا وجنوب آسيا".

کما أكد عراقجي قائلاً: "إيران مستعدة لتوسيع تعاونها مع جميع الدول المجاورة لأفغانستان؛ لقد تراكمت لدينا خبرة كبيرة في مجالات النقل والتجارة والخدمات القنصلية والطاقة ونعتقد أنه من خلال التقارب والتنسيق، يمكننا إنشاء إطار عمل مستدام للتعاون الإقليمي حول أفغانستان".

وأضاف: "إن إنشاء آليات حوار منتظمة بين دول الجوار الأفغانية ضرورة استراتيجية؛ فهذه الاجتماعات لا تمنع سوء الفهم فحسب، بل توفر أيضاً فرصة لتنسيق السياسات والبرامج الاقتصادية والحدودية والإنسانية وتعزيز التفاهم المتبادل وتقارب وجهات النظر بين دول المنطقة وخلق منصة مناسبة لخفض التوترات وتعزيز التعاون البناء بين الجيران".

وتابع قائلاً: "يُعدّ تعزيز التفاعل والتقارب بين دول المنطقة عاملاً أساسياً لتحقيق سلام دائم واستقرار طويل الأمد وهو أمر بالغ الأهمية ويمكن أن يُشكّل أساساً للتنسيق الاستراتيجي والاستخدام الأمثل للقدرات المشتركة.

واکد:تقف منطقتنا على أعتاب تطورات اقتصادية هامة، بدءاً من توسيع الممرات الاقتصادية وصولاً إلى إنشاء محاور جديدة للطاقة والتجارة واليوم، نحن على مفترق طرق قد يكون بداية مرحلة جديدة في التعاون الإقليمي."

وأضاف عراقجي: "نسعى إلى مستقبل تحقق فيه أفغانستان، بوصفها دولة فاعلة ومتصلة بالمنطقة، الاستقرار والتنمية المستدامة، وتستفيد منه جميع دول المنطقة، لكن تحقيق هذا الدور يتطلب جهوداً مشتركة من دول المنطقة. إن تحسين الأوضاع في أفغانستان من شأنه أن يحولها إلى حلقة وصل تربط آسيا الوسطى بجنوب آسيا وغرب آسيا بآسيا والمحيط الهادئ ويوفر منصة لعبور الطاقة والتجارة".

یتبع...

endNewsMessage1
تعليقات