في مقابلة مع وكالة أنباء كيودو اليابانية؛ عراقجي: ايران عازمة على مواصلة برنامجها النووي السلمي
قال وزير خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية "عباس عراقجي"، بأنه خلال حرب الـ12يوما، تعرضت المنشآت النووية الإيرانية للقصف والدمار ولحقت بها أضرار جسيمة، وهذا يُعد انتهاكا صارخا للقانون الدولي، وربما يكون أكبر انتهاك للقانون الدولي، إذ قُصفت منشأة نووية سلمية تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية. مؤکدا أن ايران عازمة تماما على مواصلة برنامجها النووي السلمي".
أکد وزير خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية أن ايران عازمة تماما على مواصلة برنامجها النووي السلمي وذلك في مقابلة مع وكالة أنباء كيودو اليابانية
فيما يلي تفاصيل مقابلة "عباس عراقجي" مع وكالة كيودو اليابانية للأنباء:
وكالة كيودو: نستطيع التحدث عن العلاقات بين إيران واليابان، نظرا لخبرتكم في اليابان. والآن، اليابان لديها حكومة جديدة. كيف تقيمون آفاق تعزيز العلاقات بين إيران واليابان في مجال السياسة النووية والتفاعل مع الولايات المتحدة؟
عراقجي: لطالما كانت العلاقات الإيرانية اليابانية جيدة وودية للغاية. تعود هذه العلاقات إلى سنوات طويلة، ولطالما كانت قائمة على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل. ولا بد لي من القول إنه لا توجد لدينا أي مشاكل في العلاقات الثنائية. إلا أن المشاكل تأتي من خارج علاقاتنا الثنائية. صحيح أن اليابان حليفة للولايات المتحدة، لكنها في الوقت نفسه صديقة لإيران. لطالما كانت علاقاتنا ودية، وهذا يتيح لنا فرصة التعاون مع اليابان أكثر من العديد من الدول الغربية. وهذا أمر شهدناه في العقود القليلة الماضية. تتمتع اليابان بسمعة طيبة في إيران، فهي دولة محترمة. لطالما استفادت صناعة السيارات لدينا من التكنولوجيا اليابانية، كما أن التقنيات والابتكارات اليابانية الأخرى معروفة ومقبولة في إيران.
كنا نصدر النفط الخام إلى اليابان، لكننا الآن لا نستطيع ذلك بسبب العقوبات. بعد الاتفاق النووي لعام ٢٠١٥، كانت اليابان أول دولة تبادر إلى استئناف علاقاتها الاقتصادية مع إيران ويعود ذلك إلى الأسس المتينة لعلاقاتنا الثنائية. وأنا واثق من أن العلاقات الاقتصادية بين إيران واليابان يمكن أن تعود بسرعة إلى طبيعتها بعد الغاء العقوبات.
وكالة كيودو: بعد حرب الـ12 يوما، هل هناك أي أفق لاستئناف التعاون بين إيران واليابان في مجال السلامة النووية؟ لأن اليابان لديها الكثير من المعرفة في هذا المجال.
عراقجي: كما ذكرتم، خلال حرب الـ12 يوما، قُصفت منشآتنا النووية ودُمّرت ولحقت بها أضرار جسيمة. يُعدّ هذا انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، وربما أكبر انتهاك للقانون الدولي، إذ قُصفت منشأة نووية سلمية تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية.وقد خلق هذا مخاطر وتحديات جسيمة: خطر الإشعاع، والذخائر غير المنفجرة في المنشآت، وكما تعلمون، لا تزال التهديدات مستمرة. والآن نواجه أيضا تهديدات أمنية ومخاوف تتعلق بالسلامة. للأسف، لا يوجد تاريخ لقصف منشأة نووية سلمية. لذا، لا يوجد بروتوكول أو تعلیمات لتفتيش هذه المنشآت. كان هذا سؤالي للمدير العام للوكالة: هل هناك أسلوب أو بروتوكول لتفتيش هذه المنشآت؟ أجاب بالنفي، لأنه لا توجد سابقة. هذه هي المرة الأولى التي تُقصف فيها منشأة نووية سلمية تحت الإشراف ولذلك لن نتمكن من استئناف عمليات التفتيش إلا إذا اتفقنا على أسلوب تفتيش المنشآت التي تعرضت للقصف. وقد دخلنا في مفاوضات مع الوكالة للتوصل إلى هذا الاتفاق، وتم التوصل في القاهرة إلى إطار للتعاون لحل هذه القضية.
ومن المهم أن تعترف الوكالة بأننا بحاجة إلى إطار جديد للتعاون. ولكن للأسف، بعد اتفاق القاهرة، لجأت الدول الأوروبية الثلاث ( بریطانیا وألمانیا وفرنسا) والولايات المتحدة إلى تفعيل آلية "سناب باك" في مجلس الأمن، وهو أمر غير قانوني، ولا نعتقد أن لديهم الحق في تفعيلها. نحن، وكذلك العضوان الدائمان في مجلس الأمن، روسيا والصين، وأكثر من 120 دولة من حركة عدم الانحياز، نعتقد أن آلية "سناب باك" لم تُفعّل، ولم يتم إعادة فرض قرارات وعقوبات مجلس الأمن السابقة. مع ذلك، أبلغتُ الدول الأوروبية الثلاث والولايات المتحدة أنه في حال اللجوء إلى "سناب باك"، فإن إطار التعاون بين إيران والوكالة، أي اتفاق القاهرة، لن يكون ساريا وصالحا بعد الآن ، وسيتعين علينا مراجعته. وللأسف، هذا ما حدث. نحن الآن على اتصال بالمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية السيد غروسي، لاستئناف هذا التعاون.
سؤالك بشأن المخاوف المتعلقة بالسلامة في محله. وهنا نصل إلى مسألة التعاون المحتمل مع اليابان. تتمتع اليابان بخبرة في التعامل مع القنابل النووية وتداعیاتها على السلامة البيئية والصحة العامة، ولديها أيضا خبرة في محطة فوكوشيما للطاقة التي دمرها التسونامي. كنت سفيرا في طوكيو آنذاك وتفقدت المنطقة. لذا، لا أشك في أن اليابان لديها معرفة جيدة بتحسين سلامة المنشآت النووية، ويمكن مشاركة هذه المعرفة مع إيران.
وكالة كيودو: إذن، ما هو الدور الذي تعتقدون أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية ستلعبه في عمليات التفتيش المستقبلية للمنشآت النووية الإيرانية؟
عراقجي: التفتيش شيء، ومخاوف السلامة شيء آخر. عمليات التفتيش من اختصاص الوكالة وهو مسؤولية الوكالة.، ونحن على تواصل وثيق معها. وكما ذكرتُ، هناك العديد من المخاوف المتعلقة بالأمن والسلامة، ولا يمكن استئناف عمليات التفتيش إلا بعد معالجة هذه المخاوف. ولكن بمجرد عودة علاقتنا مع الوكالة إلى طبيعتها، فإن التعاون مع اليابان بشأن الجوانب التقنية لهذه التحديات المتعلقة بالسلامة مفيدا.
وكالة كيودو: ما هو دور اليابان في عمليات التفتيش النووية؟
عراقجي:التفتيش مسألةٌ تقررها الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ولا يمكننا التدخل فيها. لكن لدينا خبرة ممتازة في التعاون مع المفتشين اليابانيين. كان لدينا تعاونٌ ممتاز مع المدير العام الياباني الراحل أمانو عندما كان مديرا عاما للوكالة الدولية للطاقة الذرية. تم التوصل إلى الاتفاق النووي عام ٢٠١٥ عندما كان مديرا عاما، ولعب دورا محوريا وفعالا في التوصل إلیه وكان التعاون مع المفتشين والمدراء اليابانيين في الوكالة وغيرها مفيدا للغاية، ويمكن أن يستمر في المستقبل.
وكالة كيودو: هل من الممكن استئناف المفاوضات مع الولايات المتحدة؟
عراقجي: الأمر يعتمد على الولايات المتحدة. إذا غيّرت نهجها وأصبحت مستعدة لمفاوضات عادلة ومتوازنة، أي مفاوضات مفيدة للطرفين، فنحن مستعدون. الحقيقة هي أننا لا نملك خبرة جيدة في التفاوض مع الولايات المتحدة. انظروا فقط إلى ما حدث في الاتفاق النووي لعام ٢٠١٥، عندما انسحبت الولايات المتحدة منه دون أي سبب.
انظروا إلى مفاوضات هذا العام، 2025، عندما كنا نتفاوض، هاجمنا الإسرائيليون بدعم من الولايات المتحدة، وانضمت إليهم الولايات المتحدة في العدوان. وانظروا إلى المفاوضات التي جرت قبل بضعة أشهر في نيويورك حول تفعيل آلية "سناب باك".
توصلنا إلى استنتاج مفاده أن الأمريكيين ليسوا مستعدين لمفاوضات مفيدة للطرفين، قائمة على المساواة والاحترام المتبادل. وبمجرد أن نصل إلى استنتاج أنهم مستعدون لمثل هذه المفاوضات، يمكننا استئنافها. المهم هو أن المفاوضات تختلف عن الإملاء
نحن لم نقتنع بعد بأنهم مستعدون لمفاوضات جادة وحقيقية؛ إنهم يريدون فرض الإملاءات، ونحن لسنا من يستمع إلى إملاءات الآخرين ويقبلها.
یتبع..