متحدث الخارجية الإيرانية: هناك تبادل للرسائل لكنها لا تعني استئناف المفاوضات مع أميركا

متحدث الخارجية الإيرانية: هناك تبادل للرسائل لكنها لا تعني استئناف المفاوضات مع أميركا
معرف الأخبار : 1708782

قال المتحدث باسم وزارة الخارجية إن أي رسالة رسمية أمريكية لم توجه إلى إيران خلال زيارة تخت روانجي إلى سلطنة عُمان، مضيفا أن جهات متعددة تواصل جهودها لتقريب وجهات النظر وتبادل الرسائل، لكن هذا لا يعني بأي حال من الأحوال بدء عملية التفاوض بين إيران والولايات المتحدة.

واستهل المتحدث باسم وزرة الخارجية، إسماعيل بقائي، مؤتمره الصحفي لهذا الاسبوع بتقديم التهاني بمناسبة ذكرى اليوم الوطني لمقارعة الاستكبار ويوم الطالب في الجمهورية الإسلامية الايرانية (13 آبان)، التي تُجسّد في ذاكرة الشعب الإيراني نموذجا للنضال من أجل العزّة والهوية الوطنية.

وأضاف: "الوضع في منطقتنا والعالم يتّسم بالديناميكية والسرعة، ولا تزال منطقتنا تواجه مشكلتي الاحتلال والإبادة الجماعية المستمرة. فمنذ الإعلان عن اتفاق السلام الشكلي، نستخدم تعبير انتهاك وقف إطلاق النار، لكن الحقيقة هي أننا مازلنا نواجه إبادة جماعية ومحاولات ممنهجة لإبادة سكان قطاع غزة."

وأشار بقائي إلى أنه "منذ بدء الحديث عن وقف إطلاق النار، استُشهد أكثر من 200 شخص وجرح نحو 600 آخرين. وتحمل الدول الضامنة مسؤولية ثقيلة، وفي الوقت نفسه، فإن تقاعس الأمم المتحدة عن أداء دورها يرسّخ مناخ الإفلات من العقاب الذي يتمتع به الكيان الصهيوني." 

وتابع: "أمس كان اليوم العالمي لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين ، وفي هذا السياق، فإن الانتباه يتّجه إلى الجرائم المرتكبة في فلسطين المحتلة، حيث قُتل خلال هذه الفترة 270 صحفيا، وهو رقم غير مسبوق في تاريخ النزاعات. هذا القتل الجماعي يُظهر بوضوح أن ما يجري في غزة ليس حربا، بل إبادة جماعية." 

وأشار  بقائي إلى أن وزارة الخارجية ستصدر قريبا تقريرا حول انتهاكات حقوق الإنسان في بريطانيا والولايات المتحدة، وهو ما سيُنشر هذا العام أيضا، تنفيذا لقانون أقرّه مجلس الشورى الإسلامي يُلزم الوزارة بنشر مثل هذا التقرير سنويا.

لم تُنقل أي رسالة الى إيران خلال زيارة مساعد وزير الخارجية إلى عُمان 

وردا على سؤال لوكالة إرنا حول التقارير المتضاربة في الأيام الأخيرة بشأن مساعٍ لإحياء المفاوضات مع الولايات المتحدة -إذ نفت بعض المصادر هذه الأخبار بينما أكدت المتحدثة باسم الحكومة وجودها أمس- طلب المراسل من المتحدث توضيح الموقف بدقة لضمان الشفافية.

فأجاب بقائي: "بالنسبة للمواضيع المتعلقة بالمفاوضات، يجب القول أن بعض التصريحات الصادرة في هذا الصدد لم تكن دقيقة. السؤال الجوهري هو: هل تم خلال زيارة مساعد وزير الخارجية تخت روانجي إلى سلطنة عُمان نقل رسالة رسمية من الجانب الأمريكي عبر الوساطة العُمانية إلى إيران؟ الجواب هو لا، لم تُنقل أي رسالة رسمية بهذا الخصوص."

وأكد: "مع ذلك، ووفقا لما هو متعارف عليه، لا يزال هناك وسطاء مختلفون يبذلون جهودا لتقريب وجهات النظر، ويتم تبادل بعض الرسائل. لكن هذا الأمر لا يعني إطلاقا بدء عملية تفاوض بين إيران والولايات المتحدة."

لم يتعلم بعض الساسة الأمريكان من التجارب المريرة التي الحقوها بالعالم  

و حول الادعاءات الواردة في وثائق الاتهام المقدمة من «جيفري إبستين» ضد إيران، قال بقائي: إن رسائل البريد الإلكتروني المنسوبة إليه، والتي تشدّد على اتخاذ إجراءات عسكرية أو ممارسة الضغوط على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، لا تمثّل من حيث الجوهر أمرا جديدا، إذ إن السياسات المعادية لإيران متجذّرة في نظام صنع القرار الأمريكي منذ زمن بعيد. 

وتابع: لكن الملاحظة الأساسية في هذه الرسائل هي أن شخصا لديه سجل واضح في الفساد، والاتجار بالبشر، والاتجار بالنساء والأطفال- وهي اتهامات أثبتتها السلطات الأمريكية نفسها، وليست مجرد ادعاءات- كان له دور وعلاقات في هذه القضايا. 

وأضاف: هذا الشخص، الذي كانت له صلات واسعة مع شخصيات نافذة ومسؤولين رسميين في الولايات المتحدة وعدد من الدول الغربية، يكتسب أهميته من كونه مثالا يوضّح أن أشخاصا يحملون سجلا إجراميا كهذا يُصنّفون أنفسهم ضمن صفوف أعداء الشعب الإيراني." 

وتابع المتحدث باسم الخارجية : "ثمة نقطة أخرى جديرة بالملاحظة بشأن العداء لإيران (ايرانفوبيا). ففي إحدى الفعاليات التي عُقدت مؤخرا في منطقتنا، أدلى مدير الاستخبارات الوطنية الأمريكية باعتراف صريح، مفاده أن الولايات المتحدة اتبعت على مدار عقود سياسة التدخل في الشؤون الداخلية للدول. " 

وأكمل بقائي مبينا أن مدير الاستخبارات الوطنية الأمريكية، "قال إن هذه السياسة، وفقا لاعترافه، أدت إلى انتشار العنف، وفقدان أرواح بريئة، وأضرار لا يمكن تعويضها في دول مختلفة، وانتهى بها المطاف إلى تعميق العداءات، وتوسيع الفجوات، وتصاعد الإرهاب على المستوى الدولي. ويجب وضع هذه العوامل معا في الاعتبار." 

وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية إلى أنه "من المؤسف أن بعض الساسة الأمريكان يبدو أنهم لم يتعلموا من هذه التجارب المريرة التي ألحقوها بالعالم كله. نأمل أن تخضع القضايا المطروحة في منطقتنا ومنها الجرائم والمجازر والكوارث الإنسانية؛ للمساءلة على الصعيد الدولي." 

و أوضح أنه يجب أن يُدرك الرأي العام في أمريكا والغرب حقيقة أن بعضا من ساساتهم، بالسياسات التي انتهجوها تجاه منطقة غرب آسيا لم يحققوا شيئا سوى نتائج كارثية تتمثّل في نشر العنف، والإرهاب، وتقويض الأنظمة الشرعية في دول المنطقة. 

وأضاف: "يمكن رؤية أمثلة واضحة على ذلك في التطورات الأخيرة في سورية، والأزمة المستمرة في السودان التي سبق أن أدت إلى انفصال جزءٍ كبير من أراضيه، وكذلك الوضع الفوضوي في ليبيا، حيث أدت جميع هذه التدخلات إلى انتشار الفوضى وعدم الاستقرار." 

و تابع بالقول ، "من الواضح أن جوهر الاتهام المطروح اليوم هو: لماذا يجري تسريب هذه المعلومات؟ فبدلا من التركيز على جوهر الجريمة ذاتها في النظام القضائي للكيان الصهيوني، يتم التركيز على تسريب المعلومات. يبدو أن حالة الإفلات من العقاب التي تسود على المستوى الدولي فيما يتعلق بالمجازر والتعذيب والانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان، تستمر بنفس الشكل داخل الكيان الصهيوني ذاته."

 

endNewsMessage1
تعليقات