في الذكرى الثمانين لتأسيس الامم المتحدة؛ بقائي: نؤمن بأمم متحدة تمثّل حقوق الشعوب تمثيلا حقيقيا

في الذكرى الثمانين لتأسيس الامم المتحدة؛ بقائي: نؤمن بأمم متحدة تمثّل حقوق الشعوب تمثيلا حقيقيا
معرف الأخبار : 1705711

قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية خلال الاحتفال بالذكرى الثمانين لتأسيس الأمم المتحدة: "الآن ليس وقت التراجع أو الانفعالية. نحن نؤمن بالعدالة، ونؤمن بأمم متحدة تمثّل حقوق الشعوب تمثيلا حقيقيا. "

وخلال الاحتفال بالذكرى الـ 80 لتأسيس الامم المتحدة، الذي أُقيم صباح اليوم الاثنين في مركز الدراسات السياسية والدولية التابع لوزارة الخارجية، ألقى المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية، إسماعيل بقائي، كلمة شدد فيها على أن الأمم المتحدة ليست فقط أكبر مؤسسة عالمية وأكثرها شمولا للتفاعل والتعاون من أجل الحفاظ على السلام، وتعزيز التعاون الدولي، وتعزيز احترام حقوق الإنسان والكرامة الإنسانية، ودفع عجلة التنمية ورفاه الشعوب؛ بل إنها أيضا رمزٌ وعلامة على استخلاص البشرية دروسا من آلام ومعاناة الماضي.

و أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية أنه لطالما كانت الجمهورية الإسلامية الايرانية داعما ثابتا للسلام والعدالة والكرامة الإنسانية والعلاقات الودّية بين الشعوب.

و أشار إلى أنه قد حُدّد الحفاظ على السلام والأمن الدوليين، إلى جانب تنمية العلاقات الودّية بين الدول على أساس احترام مبدأ المساواة في الحقوق وحق الشعوب في تقرير مصيرها، كهدفين رئيسيين للمنظمة و لكنه منذ تأسيس الأمم المتحدة، وقعت أهداف ومبادئ الميثاق فورا تحت طائلة الانتهاكات، والتفسيرات التعسّفية، والاستغلال المتكرر من قبل أطراف لم تستطع حتى اليوم التخلّص من عقليّة الاستعلاء الاستعماري.

و أوضح أن النهج الأحادي العدواني الذي يوجه سياسات الولايات المتحدة وحلفائها في العلاقات الدولية اليوم لقد أدّى إلى حالة من انعدام الأمن والفوضى غير المسبوقة في العالم. ويستند هذا النهج الى قواعد زائفة لا هدف لها سوى تأمين مصالح غير قانونية ومكاسب غبر مشروعة.

و أكد أن الولايات المتحدة وبعض حلفائها هم أكبر المنتهكين لمبادئ وأهداف ميثاق الأمم المتحدة و أن الأعمال الاستفزازية والتهديدات المستمرة من قبل الولايات المتحدة ضد فنزويلا وكوبا وكولومبيا ونيكاراغوا والبرازيل ودول أخرى في منطقة الكاريبي وأمريكا اللاتينية، هي أعمالٌ مدانة ومخالفة للسلام والأمن الدوليين. 

وفيما يلي نص كلمة المتحدث باسم وزارة الخارجية:

لقد اجتمعنا اليوم بمناسبة الذكرى السنوية الثمانين لاعتماد ميثاق الأمم المتحدة، لنستحضر مبادئ وأهداف هذه المنظمة السامية، ونعبّر عن تقديرنا لجميع إنجازاتها الجماعية التي أشار إليها منسق الامم المتحدة المقيم في طهران ستيفان بريسنر، ولنفكّر في الوضع المضطرب حاليا والاتجاهات المقلقة التي تجري على الساحة الدولية؛ وهو وضعٌ ناتج عن عدم التزام بعض القوى بأهم مبادئ وأهداف الأمم المتحدة، واتجاهٌ قد يعرض جميع المكاسب الإنسانية في كبح جماح القوة والعنف والعدوان للخطر والانهيار.

أن الأمم المتحدة ليست فقط أكبر مؤسسة عالمية وأكثرها شمولا للتفاعل والتعاون من أجل الحفاظ على السلام، وتعزيز التعاون الدولي، وتعزيز احترام حقوق الإنسان والكرامة الإنسانية، ودفع عجلة التنمية ورفاه الشعوب؛ بل إنها أيضا رمزٌ وعلامة على استخلاص البشرية دروسا من آلام ومعاناة الماضي.

لقد بُنيت الأمم المتحدة على انقاض حرب عالمية مدمرة، مستفيدة من تجربة سابقة فاشلة، ألا وهي عصبة الأمم، التي كانت في حد ذاتها محاولة لمنع تكرار كارثة الحرب العالمية الأولى. وليس من قبيل الصدفة أن يكون إنقاذ الأجيال القادمة من ويلات الحرب هو الفلسفة الوجودية والهدف الأهم للأمم المتحدة، كما ورد في مقدمة ميثاقها.

وقد حُدّد الحفاظ على السلام والأمن الدوليين، إلى جانب تنمية العلاقات الودّية بين الدول على أساس احترام مبدأ المساواة في الحقوق وحق الشعوب في تقرير مصيرها، كهدفين رئيسيين للمنظمة. كما تم تضمين حظر اللجوء إلى القوة أو التهديد باستخدامها، والتزام الدول باحترام الاتفاقيات والالتزامات الدولية، وحل الخلافات بالوسائل السلمية، كمبادئ أساسية في المادة الثانية من الميثاق.

إن مبدأ حق الشعوب في تقرير مصيرها، كأحد المبادئ الأساسية في القانون الدولي، يستلزم رفض ومنع أي تدخل أجنبي في الشؤون الداخلية للدول، وخاصة احترام السيادة الوطنية ووحدة اراضي كافة الدول. 

ومن المؤسف أنه ومنذ تأسيس الأمم المتحدة، وقعت أهداف ومبادئ الميثاق فورا تحت طائلة الانتهاكات، والتفسيرات التعسّفية، والاستغلال المتكرر من قبل أطراف لم تستطع حتى اليوم التخلّص من عقليّة الاستعلاء الاستعماري. 

وبعد ثمانية عقود فقط من تأسيس منظمة جسّدت آمالا إنسانية في السلام والعدالة والكرامة الإنسانية، يجد عالمنا نفسه اليوم أمام كابوس الحروب التي لا نهاية لها. تعمّ الفوضى الناتجة عن الظلم في أبعاد مختلفة، وتصبح الكرامة الإنسانية ضحية للجشع والعنصرية. 

إذا نظرنا في تاريخ العلاقات الدولية خلال الـ100 عام الماضية، وتأملنا ولو لحظة في الوضع الحالي للعلاقات الدولية من غرب آسيا إلى الكاريبي وأمريكا اللاتينية، سنرى بوضوح أن الانتهاكات الصارخة للقانون الدولي، التي أدت إلى كوارث إنسانية كبيرة وحروب مدمرة، كانت دائما من صنع أطراف قوية تعتبر نفسها فوق القواعد القانونية الدولية. وفي العقد الماضي، استبدلت هذه الأطراف مفهوم النظام القائم على القواعد بمفاهيم ذاتية وتعسّفية وغير ثابتة لتبرير سلوكها.

لقد أدّى النهج الأحادي العدواني الذي يوجه سياسات الولايات المتحدة وحلفائها في العلاقات الدولية اليوم إلى حالة من انعدام الأمن والفوضى غير المسبوقة في العالم. ويستند هذا النهج الى قواعد زائفة لا هدف لها سوى تأمين مصالح غير قانونية ومكاسب غبر مشروعة. 

في عالم يُدار وفق هذه القواعد، أصبح استخدام القوة والتهديد والإرهاب أمرا عاديا وشائعا؛ ويُنتهك القانون الدولي والاتفاقيات والالتزامات الدولية دون عواقب تُذكر؛ بل ويُدعم انتهاك حقوق الإنسان الصارخ، إلى جانب ارتكاب أفظع الجرائم الدولية واخطرها ، بما في ذلك الإبادة الجماعية وقتل شعب بأكمله. 

بعبارة أخرى، يتم تجاهل جميع المبادئ والأهداف الواردة في ميثاق الأمم المتحدة بسهولة. وليس من المبالغة القول إن مبادئ وأهداف ميثاق الأمم المتحدة، والنظام المؤسسي الناتج عنه، القائم على احترام القانون الدولي والمبادئ الأساسية مثل حق تقرير المصير، واحترام السيادة الوطنية والسلامة الإقليمية، وحظر استخدام القوة، وحرمة عدم التدخل في الشؤون الداخلية، لم تكن قط عرضة لمثل هذا الضغط والتشويه والانتهاك من قبل القوى ذاتها التي يُفترض أن تكون مسؤولة، خاصة في إطار مجلس الأمن، عن الحفاظ على السلام والأمن الدوليين.

يجب أن نقول بصراحة إن الولايات المتحدة وبعض حلفائها هم أكبر المنتهكين لمبادئ وأهداف ميثاق الأمم المتحدة. يكفي أن نراجع سجل هذا البلد والطرف الذي اعترف الرئيس الامريكي صراحة بأنه نائب أو وكيل له. 

خلال العامين الماضيين، وفي الوقت الذي كان يُرتكب فيه أحد أوسع أعمال الإبادة الجماعية المستمرة في التاريخ على الأراضي الفلسطينية المحتلة، شنّ الكيان الصهيوني هجمات عسكرية على عدة دول، وارتكب أعمالا إرهابية، واحتل أراضي دولتين مستقلتين. 

وقد رافقت كل هذه الانتهاكات الصارخة لمبادئ وأهداف ميثاق الأمم المتحدة دعم وشراكة كاملة من الولايات المتحدة وبعض الحكومات الأوروبية، ما أوجد نوعا من الإفلات التام من العقاب لهذا الكيان المحتل. بل ذهبت الولايات المتحدة أبعد من ذلك، وهدّدت وفرضت عقوبات على قضاة المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية بسبب تحقيقاتهم في الجرائم المرتكبة في غزة. 

وفي الجهة الأخرى من العالم، في منطقة الكاريبي وأمريكا اللاتينية، تستهدف الولايات المتحدة مجددا، تحت ذرائع مكرّرة ومعتادة، السيادة الوطنية وحق تقرير المصير في فنزويلا وعدد من الدول المستقلة الأخرى. بل الأدهى من ذلك، أنها حوّلت أراضي دول الجوار الى قواعد لتنظيم وإعداد استخدام القوة ضد دول أخرى، وهو إجراء يشكّل خرقا صريحا للعلاقات الودّية وحسن الجوار بين الشعوب التي كانت تعيش في ظروف طبيعية بسلام واحترام متبادل. 

ولا شك أن الأعمال الاستفزازية والتهديدات المستمرة من قبل الولايات المتحدة ضد فنزويلا وكوبا وكولومبيا ونيكاراغوا والبرازيل ودول أخرى في منطقة الكاريبي وأمريكا اللاتينية، هي أعمالٌ مدانة ومخالفة للسلام والأمن الدوليين. 

لطالما كانت الجمهورية الإسلامية الايرانية داعما ثابتا للسلام والعدالة والكرامة الإنسانية والعلاقات الودّية بين الشعوب؛ وهي مبادئ تُعد من القيم والأهداف الأساسية الواردة في ميثاق الأمم المتحدة.

endNewsMessage1
تعليقات