العمید قاآني: عقلاء لبنان ولا سیما الجیش اللبناني يعلمون أن أمن لبنان لن يتحقق من دون حزب الله

قال قائد فيلق القدس في الحرس العميد اسماعيل قاآني إن عقلاء لبنان، وعلى رأسهم الجيش اللبناني، يدركون تمام الإدراك أن أمن لبنان واستقراره لن يتحقق إلا بوجود حزب الله، مشدداً على أن حزب الله يشكل العمود الفقري لحماية الوطن وشعبه في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية.
وقال العميد قاآني قخلال مشاركته في مقابلة متلفزة: "هذه العملية قام بها حزب الله، في الحقيقة، كواجب إلهي وإسلامي وديني، وفي إطار الدفاع عن المظلومين، بتدبير وحكمة وقرار من الشهيد السيد حسن نصر الله".
لعب حزب الله دورًا جادًا وفعالًا في دعم المقاومة الفلسطينية، ونفذ سلسلة عمليات ضد المستوطنين في شمال الأراضي المحتلة.
في يوم بدء عملية "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر، أثناء دخولي لبنان، كنت أفكر في كيفية التحدث مع السيد حسن نصر الله حول هذا الحدث وماذا يجب أن نفعل أو لا نفعل.
ولكن قبل أن أبدأ الكلام، لاحظت أن السيد حسن نصر الله، منذ لحظة بدء العملية، كان غارقًا بعمق في التفكير بواجبه الديني والإلهي.
النقطة الجديرة بالملاحظة هي أننا لا نحن، ولا السيد نصر الله، ولا حتى قادة حماس الرئيسيون، كنا على علم بالتوقيت الدقيق لهذه العملية. عندما أعلن عن بدء العملية في غزة، كان هنية في طريقه إلى المطار للسفر إلى العراق، وعلم بالخبر عمليًا أثناء عودته.
واصل قائد قوات القدس قائلاً: "أظهرت صلابة وتدبير القادة الموجودين في غزة أن هذه العملية الحساسة تتطلب دقة وتخطيطًا خاصًا".
وأضاف: "كما قال قائد الثورة: 'أقبّل جبين الذين قاموا بهذا العمل العظيم'، هذا الكلام يعبر عن حكمة وعظمة عملهم".
في حين أن لا أحد كان على علم بموعد بدء العملية، فإن الشهيد السيد حسن نصر الله قد حدّد بدقة وتنظيم مراحل التنفيذ.
ومراعاةً للظروف الاجتماعية في لبنان، نظّم الشهيد نصر الله بدء العملية في توقيت دقيق، وقرر أن تبدأ في ليلة يخلو فيها الجنوب، وهذا الاختيار يعكس تدبيره الحكيم المبني على الواجب، وتم التنفيذ بسرعة ونجاح.
أوضح قائد قوات القدس: "حتى استشهاده، تحدى الشهيد السيد حسن نصر الله العدو الصهيوني في الحرب النفسية والعسكرية بتدبير وصلابة في اللحظات الحاسمة".
وأضاف: "في فترة قاربت الأسبوعين دون إلقاء خطاب، أرعب الكيان الصهيوني وأظهر سيطرته على جميع أبعاد الحرب، من العسكرية إلى النفسية".
وأشار إلى حادثة انفجار أجهزة البيجر التي خلفت آلاف الشهداء والجرحى، وقال إن السيد نصر الله وقف بثبات في هذه الأزمة وأكد بعبارة تاريخية أنه لو لم يكن مجتمعنا حسينيًا لما كان من الممكن تحمل هذه المصائب.
وذكر أن نظرته الروحية والاستراتيجية أبقت حزب الله والشعب صامدين في أصعب الظروف، رغم المخاوف على حياته، واتُخذت إجراءات أمنية واسعة، ولكن في النهاية كان الاستشهاد مصير هذا القائد العظيم.
أوضح أن حزب الله أفشل تحرك الجيش الإسرائيلي في الجنوب، حيث لم يتحمل العدو ضغوط حزب الله الذي شغل ثلث قدرات جيشه في جنوب لبنان، مما قلب معادلة الحرب.
وتابع: "بعد سلسلة من الجرائم، من استشهاد القادة إلى حادثة انفجار أجهزة البيجر، وقعت في النهاية الجريمة الكبرى باستشهاد السيد حسن نصر الله".
وفي هذا الهجوم، بالإضافة إلى القنابل الثقيلة، استُخدمت مواد كيميائية، مما جعله جريمة حرب واضحة.
أكد قائد قوات القدس أن الشهيد السيد حسن نصر الله لم يكن فقط قائد حزب الله، بل كان جبلًا راسخًا في لبنان، كان الناس، شيعة وغير شيعة، يتكئون عليه في أصعب اللحظات.
وأضاف: "رغم استشهاد القادة الرئيسيين لحزب الله واحدًا تلو الآخر، وحادثة أجهزة البيجر التي ضربت المجتمع الشيعي وجسد المقاومة، شن العدو أشرس حرب في تاريخه ضد حزب الله".
وقال: "لم تكن هذه المعركة غير متكافئة محصورة فقط بجيش الاحتلال الإسرائيلي، بل وقفت خلفه الولايات المتحدة، الناتو، وبعض الحكومات التي تدّعي الإسلام، ووُضعت كل الأدوات العسكرية الحديثة في يد العدو".
وأشار إلى أن حزب الله صمد 66 يومًا في هذه الحرب، رغم الضغوط غير المسبوقة، وحقق إنجازًا نادرًا في تاريخ المقاومة.
وأضاف أن العدو لم يتوقف عن إطلاق النيران، حيث كانت الهجمات مستمرة دون توقف، مع استخدام الطائرات المسيرة المتقدمة التي تستهدف بدقة عالية كل حركة للمقاومة.
وقال: "شدة نيران هذه الحرب تعتبر من أشد النيران غير المسبوقة في الحروب العالمية".
وشدد على أن التخطيط المركزي والدقيق للعمليات كان السبب في بقاء قوات حزب الله على قيد الحياة.
وأضاف أن كل منطقة تحتوي على وحدات مختلفة ومراكز قيادة مستقلة، حتى الوحدات الصغيرة كانت مكتفية ذاتيًا وتنفذ المهام دون الحاجة إلى أمر مباشر.
وأوضح أن إيصال الإمكانيات في هذه الظروف الصعبة كان تحديًا كبيرًا، لكن رغم كل القيود، صمدت قوات حزب الله 66 يومًا في مواجهة جيش مدعوم من جميع القوى العالمية.
وأشار إلى أن الكيان الصهيوني طلب وقف إطلاق النار، ولو كان يستطيع الاستمرار لكان فعل ذلك.
وقال: "الكيان الصهيوني شن أيضًا حربًا نفسية شديدة ضد قوات حزب الله والمواطنين، منها قصف المنازل والأضرار بالمدنيين".
لكن حزب الله صمد في ساحة المعركة تحت أشد الضغوط، معتمدًا على الإيمان والروحانية والبنى التحتية التي أسسها الشهيد السيد حسن نصر الله.
أوضح أن المقاومة أصبحت أكثر تماسكًا يوماً بعد يوم في مواجهة الضغوط الشديدة.
وأشار إلى أن حزب الله أطلق قبل يومين من طلب وقف إطلاق النار أكثر من 350 صاروخًا صغيرًا وكبيرًا على أهداف للعدو، منها هجمات على قاعة طعام الجنود، وحيفا، وحتى منزل نتنياهو، مما أظهر قدرة عسكرية ونفسية فريدة.
وقال إن هذه الصلابة والاقتدار كانت متجذرة في الأسس الروحية والعقائدية، وروح التضحية والتخطيط الدقيق.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة والمجتمع الدولي أخفقا في الوفاء بالتزاماتهما، وأنه رغم الاتفاقات، لم تُنفذ الالتزامات، وأن القضايا الداخلية للبنان أثرت على المسار الإقليمي.
وأضاف أن حزب الله بمنتهى الصبر والحكمة منع تصعيد الوضع، رغم أن البعض ادعى تدمير الحزب.
وتحدث عن الشهيد السيد هاشم صفي الدين، مؤكداً أنه كان الركن الأساسي في تعاون حزب الله مع السيد حسن نصر الله، ومسؤولًا تنفيذيًا مهمًا يشرف على الشؤون غير العسكرية.
وذكر أن السيد هاشم حافظ على حزب الله بإدارة قوية بعد استشهاد السيد حسن، وأنه أظهر صلابة وعظمة نفسية وروحية.
وأضاف أن السيد هاشم كان يتدخل أيضًا في تسوية الإجراءات العسكرية، وخاصة في الحالات التي يأمر بها السيد حسن.
أكد أن حزب الله أظهر نموه وقوته أمام العالم بعد الضغوط، وأن المقاومة رغم الخسائر تصبح أقوى وأكثر تجهيزًا بمرور الوقت.
وأشار إلى أن صمود المقاومة أكبر من جبهة العدو، وأن الخسائر في الحرب طبيعية، لكن النصر استراتيجيًا يتضح يوماً بعد يوم.
وقال إن الدعم الشعبي الكبير لفلسطين في دول عدة يعكس وضوح الحق والباطل، ويمهد لظهور الإمام المهدي (عج).
وأكد أن وجود حزب الله هو ضمان للأمن في لبنان، وأن الجيش اللبناني يدرك هذا جيدًا، وأن غيابه سيكون خطراً على الأمن الوطني.
وأشار إلى دور الشيخ نعيم قاسم في إدارة الحزب ومواجهة الضغوط.
وأشاد بدور الشهيد قاسم سليماني في نجاح المقاومة، مؤكداً صداقته العميقة مع السيد حسن نصر الله.
وأشار إلى أن أداء المقاومة هو فوز حقيقي، وأن الخاسرين هم من يقفون ضد حزب الله وحلفاؤه.