الرئيس بزشكيان: يجب ألا تتحول القوقاز إلى ساحة المنافسات الجيوسياسية

أكد الرئيس "مسعود بزشكيان" اليوم الثلاثاء أن السلام في القوقاز يمثل أولوية ستراتيجية لإيران، وأن طهران تدعم محادثات السلام بين أذربيجان وأرمينيا؛ مشددا على أن موقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية ثابت في رفض أي تغيير في الحدود الدولية بمنطقة القوقاز.
وفي مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس وزراء أرمينيا، أعرب الرئيس "بزشكيان" عن تقديره لكرم ضيافة حكومة وشعب أرمينيا؛ واصفا أرمينيا بأنها دولة مهمة مجاورة لإيران، وأكد أن التاريخ يظهر عمق التقارب بين شعبي البلدين.
وأضاف الرئيس بزشكيان أن وجود الجالية الأرمينية في جميع أنحاء إيران، وخاصة في المناطق المجاورة، ووجود القواسم المشتركة الثقافية والحضارية على جانبي الحدود، يدل على عمق العلاقات الودية بين البلدين؛ مردفا بالقول : لقد كانت الحدود المشتركة على مر السنين حدود صداقة وحلقة وصل بين شعبي البلدين، وستظل كذلك.
وأوضح : نؤكد على أننا نعتبر راحة وازدهار جيراننا، بما في ذلك أرمينيا، متماشيا مع المصالح الوطنية لإيران. ونعتقد أن التقارب والاهتمام بعناصر الصداقة هما العاملان الأكثر أهمية لاستدامة الأمن والتحرك نحو التنمية.
وصرح رئيس الجمهورية : لطالما دعمنا بشكل صريح وحدة أراضي أرمينيا، وهذه سياسة ثابتة وغير قابلة للتغيير للجمهورية الإسلامية الإيرانية. ونحن نعارض أي لجوء إلى القوة أو التهديد باستخدامها في المنطقة؛ مضيفا : نؤمن بأن السياسة والحوكمة في منطقة القوقاز يجب أن تظل قوقازية؛ إذ إن إسناد حل قضايا القوقاز إلى قوى من خارج المنطقة سيزيد من تعقيد الوضع.
وأكد أن السلام في القوقاز أولوية ستراتيجية للجمهورية الإسلامية الإيرانية، وأن طيران تدعم محادثات السلام بين أذربيجان وأرمينيا، و الإرادة الراسخة للجمهورية الإسلامية الإيرانية هي تطوير العلاقات مع أرمينيا في جميع الأبعاد والارتقاء بها إلى مستوى ستراتيجي.
وأشار الرئيس "بزشكيان" إلى مشاوراته مع رئيس وزراء أرمينيا، قائلا : تم التوقيع على العديد من الوثائق ومذكرات التفاهم. وقد شدد الجانبان على التنفيذ السريع لهذه الوثائق، وتبادل الوفود، وعقد اجتماعات رفيعة المستوى. كما تم تبادل وجهات النظر بشأن العديد من القضايا الإقليمية والدولية، بالإضافة إلى التوصل إلى اتفاقيات مهمة لإرساء التعاون في إطار جديد.
وتابع بالقول: في ظل الثقة المتبادلة القائمة، نشهد اليوم حراكا جديا في مسار التعاون. يمكن بسهولة تحقيق حجم تجاري يبلغ 3 مليارات دولار بين البلدين، وقد جرت مفاوضات جيدة في هذا الصدد؛ مردفا بالقول : لدى البلدين تعاون جيد في مختلف المجالات مثل النقل، الطاقة، الكهرباء والغاز، الخدمات الفنية والهندسية، الثقافة والسياحة، الصحة، الأدوية والمعدات الطبية.
وأوضح أن إيران وأرمينيا لديهما مصالح مشتركة في تفعيل ممر الخليج الفارسي - البحر الأسود؛ مؤكدا أن تطوير طرق النقل عبر السكك الحديدية، والطرق البرية والبحرية، وإنشاء ممرات اتصال بالإفادة من قدرات البلدين، وتطوير وتجهيز الأسواق الحدودية، وتسهيل التجارة، وإنشاء مناطق اقتصادية حرة مشتركة، وتسهيل حركة الشاحنات، تعد من الاحتياجات الملحة للعلاقات بين البلدين، وقد جرت محادثات بناءة في هذه المجالات.
وختم رئيس الجمهورية تصريحاته بالتأكيد على زيادة التعاون بين الجانبين لضمان أمن الحدود وسلامة المواطنين، وتعزيز التواصل بين الشعبين، وتطوير قطاع السياحة بين البلدين.