وزير الخارجية الإيراني: الكيان الصهيوني تجاوز الخطوط الحمراء الدولية بالهجوم على منشآتنا النووية/ أي تطور عسكري في منطقة الخليج الفارسي يمكن أن يشعل المنطقة

وزير الخارجية الإيراني: الكيان الصهيوني تجاوز الخطوط الحمراء الدولية بالهجوم على منشآتنا النووية/ أي تطور عسكري في منطقة الخليج الفارسي يمكن أن يشعل المنطقة
معرف الأخبار : 1651482

في إشارة إلى الهجوم على منطقة عسلوية الإيرانية، وصف وزير الخارجية الايراني "عباس عراقجي" ذلك بأنه عدوان سافر وعمل خطير للغاية،معتبرا ان جر الصراع إلى منطقة الخليج الفارسي هو خطأ استراتيجي كبير، ومن المرجح أنه تم ارتكابه بهدف توسيع رقعة الحرب خارج الأراضي الإيرانية.

وفي لقاء مع السفراء والقائمين بالأعمال ورؤساء البعثات الدبلوماسية الأجنبية والدولية المقيمين في طهران،قال عراقجي: منذ صباح الجمعة، بدأت هجمات الكيان الصهيوني على أهداف متفرقة في إيران دون أي مقدمات أو سياق مسبق، وتُعتبر عدوانا صريحا على الأراضي الإيرانية.

واضاف وزير الخارجية الايراني انه تم مهاجمة أهداف مختلفة، أهمها منشأة نطنز النووية وبعض الأهداف داخل طهران والمناطق السكنية، ما أدى إلى استشهاد عدد كبير من المواطنين المدنيين في طهران ومدن مختلفة.

ولفت عراقجي الى أساتذة الجامعات والعلماء النوويين والقادة العسكريين الذين استشهدوا جراء هذا العدوان، الذي جاء على أعتاب الجولة السادسة من المفاوضات،لم يكونوا في حالة حرب وكانوا في منازلهم، مما يؤكد على ان الكيان الاسرائيلي لا تقيد نفسها بحدود في عدوانها.

وتابع وزير الخارجية الايراني ان الأحداث التي وقعت ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية تشمل العديد من الإجراءات، والتي الحقت الكثير منها الضرر بالأطفال والمدنيين، تزامنت في الوقت الذي كانت فيه المفاوضات مع الولايات المتحدة جارية،وكان من المقرر عقد الجولة السادسة من هذه المفاوضات اليوم الأحد.

وبيّن ان القانون الدولي لا يبرر مثل هذه الأفعال، وقد شهد العالم اجمع أن الشعب الفلسطيني البريء لم يقع ضحية انتهاكات حقوق الإنسان فحسب، بل رُسمت أيضا خطوط حمراء جديدة في هذا الوضع.

جر الصراع إلى منطقة الخليج الفارسي يعد خطأ استراتيجيا كبيرا

واعتبر وزير الخارجية أن رد إيران على عدوان الكيان الصهيوني مستهدفة أهداف عسكرية واقتصادية في الأراضي الفلسطينية المحتلة هو حق مشروع بالدفاع عن النفس وفقا القوانين الدولية، موضحا ان ايران في الليلة الأولى، استهدفت أهدافا عسكرية فقط، ولكن وبسبب مهاجمة الكيان الصهيوني لأهداف اقتصادية في اليوم السابق، بما في ذلك مصفاة طهران وبعض المناطق في عسلوية، هاجمت ايران أيضا أهدافا اقتصادية للصهاينة بما في ذلك مصافيه، بدءا من الليلة الماضية.

وفي إشارة إلى الهجوم على منطقة عسلوية الإيرانية (جنوب ايران)، وصف عراقجي ذلك بأنه عدوان سافر وعمل خطير للغاية،معتبرا ان جر الصراع إلى منطقة الخليج الفارسي هو خطأ استراتيجي كبير، ومن المرجح أنه تم ارتكابه عن قصد مسبق وبهدف توسيع رقعة الحرب خارج الأراضي الإيرانية.

ومضى يقول ان الخليج الفارسي منطقة حساسة ومعقدة للغاية، وأي تطور عسكري فيها قد يؤثر ليس فقط على المنطقة بأكملها، بل على العالم أجمع، وقد بادر الكيان الصهيوني إلى هذا الإجراء أمس، ونأمل أن يتحرك المجتمع الدولي في أسرع وقت ممكن لوقف هذه الجرائم والاعتداءات.

الكيان الصهيوني تجاوز خطا أحمرا جديدا في القانون الدولي

وفي إشارة إلى هجوم الكيان الصهيوني على المنشآت النووية الإيرانية، قال وزير الخارجية الايرانية: لقد تجاوز هذا النظام خطا احمر جديدا في القانون الدولي، المتمثل في الهجوم على المنشآت النووية، وهو انتهاك وجريمة خطيرة للغاية من منظور دولي ومحظور تحت أي ظرف من الظروف، وهو ما قوبل للأسف باللامبالاة من جانب مجلس الأمن ايضا.

وثمن عراقجي الدول التي ادانت العدوان الصهيوني على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وخاصة منشآتها النووية، مضيفا ان هناك دول في أوروبا تدّعي التحضر والالتزام بالقانون الدولي، ولكن بدلا من إدانة الكيان الاسرائيلي، أدانت إيران لأنها انتهكت القانون على حد قولها.

واوضح عراقجي في هذا السياق، ان رد ايران على هذه الهجمات الصهيونية جاء مبنيا على مبدأ الدفاع عن النفس، وهو مبدأ مقبول في العلاقات الدولية وحق مشروع لكل دولة في الدفاع عن نفسها ضد اي عدوان، لافتا الى ان هذا ما بدأته القوات الايرانية المسلحة بالفعل قبل ليلتين، كما شهد الجميع الليلة الماضية أبعاده الجديدة وسيتواصل ايضا.

نأمل أن يدين مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية هجوم الصهاينة على المنشآت النووية

وأكد وزير الخارجية على أن دفاع ايران المشروع سيستمر بقوة وأن القوات المسلحة الايرانية ستؤدي واجباتها بكل اقتدار، موضحا انه فيما يتعلق بالهجوم على منشأة نطنز النووية، فقد طلب من المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية عقد اجتماع استثنائي بشأن هذا الموضوع، لافتا الى ان هذا الاجتماع سيعقد يوم الاثنين، معربا عن امله في ان يُدين مجلس محافظي الوكالة بشدة هجوم الصهاينة على المنشأة النووية، باعتباره انتهاكا صارخا للقانون الدولي.

وطلب عراقجي من سفراء الدول الأعضاء في مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية المحترمين نقل هذه القضية إلى عواصمهم،لافتا الى ان ايران والرأى العام العالمي يتوقعان إدانة صارمة لهذا الهجوم على المنشآت النووية، بل وحتى معاقبة الكيان الصهيوني على هذا العمل.

واستطرد عراقجي ان هذا الهجوم سيكون آخر خط أحمر للقانون الدولي ينتهكه الكيان الصهيوني، وإذا ظل المجتمع الدولي غير مبالٍ بهذه الخطوط الحمراء، فإن عواقبه ستطال دولا أخرى بلا شك.

الكيان الصهيوني يعارض المفاوضات والدبلوماسية

واكد عراقجي على ان ايران لا تسعى لتوسيع رقعة الحرب في المنطقة إلا إذا أجبرت على ذلك، قائلا: في الأساس، نحن لم نبدأ هذه الحرب وكنا نواصل الدبلوماسية فيما يتعلق ببرنامجنا النووي، لكن هذا العدوان فرض علينا.

وتابع موضحا ان ايران تدافع عن نفسها، وهذا الدفاع مشروع تماما، وستدافع عن نفسها بقوة، وهذا الدفاع ما هو إلا رد فعل على العدوان، معتبرا انه إذا توقف العدوان، ستتوقف ردود أفعال ايران أيضا بطبيعة الحال.

وفي إشارة إلى الجولة السادسة من المفاوضات النووية التي كان من المقرر عقدها في مسقط اليوم، قال عراقجي: كما ذكرنا مرارا وتكرارا، لدينا ثقة كاملة في الطبيعة السلمية لبرنامجنا النووي، وليس لدينا أي مشكلة في إثبات هذه الثقة للعالم، كما فعلنا في الاتفاق النووي لعام 2015.

واعلن وزير الخارجية عن استعداد ايران لأي اتفاق يهدف الى عدم امتلاك ايران لأسلحة نووية،مضيفا لأن ذلك انطلاقا من إيمانها الراسخ بأن الأسلحة النووية محرمة، موضحا انه أما إذا كان هدف الاتفاق حرمان إيران من حقوقها النووية المشروعة، فبالطبع فلن تكون مستعدة لمثل هذا الاتفاق.

واردف عراقجي انه وبنفس المنطق، دخلت ايران في مفاوضات مع الولايات المتحدة، وتم عقد خمس جولات منها حتى الآن، مضيفا انه في الجولة السادسة، كان من المفترض أن تقدم مقترحها للاتفاق المحتمل إلى الجانب الأمريكي.

هذا وذكر عراقجي انه في الجولة السابقة، تخلل المقترح الأمريكي بعض العيوب، ولم يكن مقبولا لدى ايران، وعبرت عن آرائها وأعدت مقترحا مضادا لتقديمه اليوم، معتبرا ان هذا المقترح قد يُمهّد الطريق للتوصل إلى اتفاق.

ولفت الى انه من الواضح تماما أن الكيان الصهيوني لا يرفض أي اتفاق بشأن القضية النووية فحسب، بل يعارض أيضا المفاوضات والدبلوماسية،معتبرا ان العدوان على إيران في خضم المفاوضات النووية دليل على رفض الكيان الصهيوني لأي مفاوضات.

أمريكا شريكة الصهاينة في هجماتهم ويجب عليها أن تتحمل مسؤوليتها

وأكد وزير الخارجية على أن عدوان الكيان الصهيوني على الجمهورية الإسلامية الإيرانية لم يكن ليحدث لولا موافقة ودعم الولايات المتحدة،لافتا الى ان ايران لديها أدلة دامغة تُثبت أن القوات الأمريكية والقواعد الأمريكية في المنطقة تدعم هجمات القوات العسكرية الصهيونية، موضحا ان ايران راقبت هذه التحركات عن كثب، وتواصل مراقبتها، ولديها أدلة عديدة تُظهر كيف تُساعد القوات الأمريكية الكيان الصهيوني.

ورأى عراقجي ان الأهم من كل هذه الأدلة هو تصريحات الرئيس الأمريكي الذي أعلن دعمه بوضوح في تغريداته،حيث أكد وبكل صراحة على أن هذه الهجمات لم تكن لتكون ممكنة لولا المعدات الأمريكية، كما أعلن أن هناك خطوات أخرى مدرجة على جدول الأعمال.

وعليه اعتبر أن أمريكا شريكة في هذه الهجمات وعليها تحمّل مسؤوليتها، مضيفا ان ايران ركزت في ردها  على العدوان الصهيوني، على أهداف داخل هذا الكيان.

يجب على الادارة الأمريكية أن تدين الهجوم على المنشآت النووية بشكل واضح

وفي إشارة إلى تطورات ربيع  عام 2021، قال وزير الخارجية: عندما كنا نتفاوض في فيينا لإحياء الاتفاق النووي، وفي خضم المفاوضات، هاجم الكيان الصهيوني منشأة نطنز للتخصيب في عملية تخريبية،حيث  فُجِّرت المنشآت الكهربائية للمركز، وتضرر عدد كبير من أجهزة الطرد المركزي إثر انقطاع التيار الكهربائي وكان الهدف الرئيسي من هذه العملية تعطيل عملية المفاوضات.

وفي هذا السياق، تابع عراقجي ان ايران أعلنت أنها سترفع مستوى التخصيب إلى 60%، كردٍ مباشرٍ على التخريب الذي قام به الصهاينة في نطنز، مضيفا انه وفي أعقاب ذلك، استُبدلت جميع أجهزة الطرد المركزي التالفة في نطنز بأجهزة طرد مركزي أكثر تطورا. 

واردف عراقجي ان الإجراء المتخذ الآن يهدف تحديدا إلى تدمير الدبلوماسية والمفاوضات، لافتا الى ان ايران تعلم بأن الحكومة الأمريكية رافقت هذا الإجراء،حيث تلقت ايران خلال اليومين الماضيين رسائل من الولايات المتحدة عبر قنوات مختلفة تزعم أنها لم تكن متورطة في هذا الهجوم ولن يكون لها أي دور فيه.

كما اوضح عراقجي ان ايران مع ذلك، لا تصدق هذا الادعاء، فلديها أدلة تُثبت عكسه، و إذا كانت الحكومة الأمريكية تُصرّح بمثل هذا الادعاء، فعليها أن تُعلن موقفها بوضوح وعلنية، لان إرسال رسالة خاصة لا يكفي في هذا الخصوص.

واعتبر انه يترتب على الادارة الأمريكية أن تُدين الهجوم على المنشآت النووية إدانةً قاطعة، موضحا ان هذا العدوان الصهيوني مُدانٌ من منظور القانون الدولي، ويتوقع من الحكومة الأمريكية أن تدين صراحة الهجوم على المنشآت النووية السلمية وأن تنأى بنفسها عن هذا الحادث، من أجل إثبات حسن نيتها.

وختم عراقجي معربا عن امله في أن يُولي المجتمع الدولي هذه القضية اهتماما كافيا، وأن يرد ردا مناسبا على جرائم واعتداءات الكيان الصهيوني، التي تنتهك جميع مبادئ وأسس القانون الدولي، موضحا ان هذا هو السبيل الأمثل لإحلال السلام في المنطقة والعالم.

 

endNewsMessage1
تعليقات