عراقجي: إيران لن تتراجع عن حقها في التخصيب النووي السلمي تحت أي ظرف

عراقجي: إيران لن تتراجع عن حقها في التخصيب النووي السلمي تحت أي ظرف
معرف الأخبار : ۱۶۳۶۲۸۰

أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن طهران تعتبر امتلاك واستخدام السلاح النووي محرّماً شرعاً، لكنها في الوقت ذاته تصرّ على حقها غير القابل للتفاوض في الاستخدامات السلمية للطاقة النووية، بما في ذلك التخصيب، مشدداً على أن أي اتفاق يجب أن يراعي هذا الحق المشروع.

جاء ذلك في كلمة القاها عراقجي يوم السبت في الدورة الرابعة من "مؤتمر الحوار بين إيران والدول العربية" تحت عنوان "علاقات قوية ومنافع متبادلة" المنعقد بشكل مشترك من قبل "المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية الإيرانية" و"مركز الجزيرة للدراسات".

*إيران تؤمن إيمانا كاملا بمبدأ الحوار، سواء في البيئة الإقليمية أو الدولية

وفي كلمته التي ألقاها في هذا الاجتماع تحت عنوان "العلاقات القوية والمصالح المشتركة"، قال وزير الخارجية الايراني: "يسرني للغاية أنه اليوم، في الدورة الرابعة من الحوار الإيراني العربي تحت عنوان "العلاقات القوية والمصالح المشتركة"، أتيحت الفرصة للحوار وتبادل الآراء مع المفكرين والمثقفين في المنطقة لتعزيز التفاعل والتفاهم بين إيران والعالم العربي. وأود أن أشكر المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية في طهران ومركز الجزيرة للدراسات في قطر على عقد هذا الاجتماع. وأحيي ذكرى الوزير الراحل حسين أمير عبداللهيان، الذي كان المتحدث في هذا المؤتمر في طهران العام الماضي.

وأضاف: "لا شك أن العلاقات الطيبة بين إيران والعالم العربي عبر التاريخ وفي إطار الحضارة الإسلامية العظيمة حققت إنجازات قيمة للحضارة الإسلامية والعالم أجمع والتي تعتبر اليوم جزءا من التراث الإسلامي المشترك ومصدر فخر لنا. إن منطقتنا التي كانت مهد الحضارات القديمة والأفكار النبيلة والثقافات الغنية منذ الماضي البعيد، تحتاج إلى التفاهم والتضامن والتعاون المتبادل أكثر من أي وقت مضى. إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تؤمن إيمانا كاملا بمبدأ الحوار، سواء على المستوى الداخلي أو في البيئة الإقليمية والدولية.

وأضاف عراقجي: "بناء على السياسة المبدئية للجمهورية الإسلامية الإيرانية، فإننا نصر على تحقيق الوفاق الإقليمي. لقد شهدنا خلال العام الماضي العديد من التطورات في منطقة غرب آسيا. ورغم كل المرارة، فإن هذه التطورات نجحت في تقريب وجهات النظر بين دول المنطقة، ومكنتها من التوصل إلى تفاهم مشترك في مواجهة التطورات والتهديدات. واليوم يمكننا القول أننا دخلنا مرحلة أعلى من الحوار والتعاون الإقليمي. وفي العام الماضي، تمكنا من عقد أول لقاء مشترك بين دول مجلس التعاون في الخليج الفارسي والجمهورية الإسلامية الإيرانية، ولو بشكل غير رسمي، بعد أربعة عقود.

وتابع وزير الخارجية: "لقد أدركنا أن نقاط الاشتراك بيننا كثيرة وأكبر بكثير من نقاط الخلاف التي معظمها بالطبع مفتعل ومفروض من الخارج. ولكننا اليوم لا نستطيع أن نتحدث عن تحقيق أهداف العالم الإسلامي وفي نفس الوقت نتجاهل الظلم الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني. إن الوجود الصهيوني هو أهم مصدر تهديد للسلام في المنطقة، ومن خلال دعمه وضعت أمريكا نفسها في موقف المتواطئ والشريك في جرائم هذا الكيان.

*الكيان الصهيوني هو مصدر انعدام الأمن والتهديد والحرب

وأضاف عراقجي: "إن فكرة الدولتين التي تم خلقها بالوهم قد ادت لعقود من الزمن إلى تدمير حقوق الشعب الفلسطيني بشكل أكبر. والآن وقد أعلن الكيان الصهيوني رسميا الغاء هذه الفكرة، ويواصل الآن بلا هوادة إبادة الشعب الفلسطيني استعماريا من خلال أبشع أساليب الإبادة الجماعية والتهجير القسري. إن الكيان الصهيوني، باعتباره كياناً شريراً وإجرامياً في المنطقة، كان دائماً مصدراً لانعدام الأمن والتهديد والحرب في المنطقة المحيطة على مدى العقود الثمانية الماضية. لقد اعتدى هذا الكيان على كل جيران فلسطين المحتلة، وبينما يرتكب جرائم إبادة جماعية في غزة، فإنه جعل من سوريا ولبنان هدفا لعدوانه المستمر وهجماته الإرهابية، وهاجم اليمن مرارا وتكرارا.

وأشار وزير الخارجية الايراني إلى أن هدف الكيان الصهيوني من هذه الاعتداءات هو التدمير والإضعاف والقتل في الدول الإسلامية واحتلال أكبر قدر ممكن من أراضي دول المنطقة، وقال: "إن مواجهة هذه الاعمال الشريرة واجب قانوني وأخلاقي على جميع حكومات المنطقة. ويجب أن يتم هذا التحول في الخطاب بحيث يحل مبدأ المشاركة محل سياسة توازن القوى. ويتطلب هذا التحول أيضًا التعاون والتنسيق في مجالات مثل التبادل الثقافي والسياحة والتجارة. إن النمو والازدهار يعتمدان على نهج إقليمي قوي، وليس على بلد قوي. ويعتبر هذا المؤتمر خطوة نحو احلال التفاهم بدل المواجهة ، ويجب تطويره. والخطوة التالية هي تصميم آلية مؤسسية لمواصلة هذه الحوارات، وإنشاء قنوات الاتصال وتعزيزها بين النخب، وتحديد المشاريع الجماعية لإيجاد حلول للمنطقة.

*إيران لا تسعى لامتلاك أسلحة نووية

وخصص عراقجي الجزء الأخير من كلمته للمحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة والتي ستعقد الجولة الرابعة منها الأحد 11 مايو/أيار، وقال: إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تعتبر حيازة واستخدام الأسلحة النووية امرا محرما وكانت دائما عضوا ملتزما بالنظام الدولي لمنع الانتشار النووي، لكنها في الوقت نفسه تصر على حقها في الاستخدامات السلمية للطاقة النووية، بما في ذلك التخصيب. نحن لا نسعى إلى امتلاك الأسلحة النووية، وأسلحة الدمار الشامل لا مكان لها في العقيدة الأمنية الإيرانية. ولهذا السبب كنا من بين المبادرين في الدعوة إلى خلاء منطقة غرب اسيا من الأسلحة النووية.

وتابع: "من الضروري للدول الغربية وكل من يدعي معارضة الأسلحة النووية أن يمتنع عن المعايير المزدوجة. لا يمكن لأحد أن يدعي القلق بشأن الطاقة النووية السلمية لإيران وغيرها من البلدان في المنطقة، ثم يسمح لكيان احتلالي ومعتد ومجرم بامتلاك ترسانة كبيرة من الأسلحة النووية. نحن نواصل حواراتنا مع الحكومة الأميركية، وبطبيعة الحال، في الوقت نفسه مع أوروبا وروسيا والصين، بحسن نية.

واضاف رئيس الجهاز الدبلوماسي الايراني أنه "إذا كان هدف هذه المفاوضات هو الاطمئنان من أن إيران لن تحصل على أسلحة نووية، فهذا الامر مفروغ منه ولذلك فإن التوصل إلى اتفاق هو في متناول اليد تماما، ولكن إذا كان الهدف هو حرمان إيران من حقوقها النووية وغيرها من المطالب غير الواقعية وغير العقلانية، فيجب أن أقول بوضوح أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لن تتراجع بأي حال من الأحوال عن أي من حقوق الشعب الإيراني الزاخر بالفخر.

 

endNewsMessage1
تعليقات