الرئیس الإیراني: قلق الغرب هو خلق حضارة منافسة لحضارتهم المزعومة

asdasd
معرف الأخبار : ۱۴۰۱۹۲۸

اعتبر رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية ابراهيم رئيسي، العلم الأصيل بانه الذي يحقق رخاء وسعادة ومستقبل البشرية والحضارة الإسلامية الحديثة، وقال: ما كان يقلق الغرب منذ البداية من الجمهورية الإسلامية الإيرانية هو أنه سيتم إنشاء حضارة منافسة لمواجهة حضارتهم المزعومة.

وأضاف رئيسي، مساء الجمعة، في حفل افتتاح الدورة الخامسة للحدث الدولي "جائزة المصطفى" في أصفهان، أن العلم المفيد قادر على رسم مستقبل الإنسان بشكل صحيح حتى لا يشعر بالفراغ واليأس ويتخلص من الوقوع في الظلام.

وأوضح الرئيس أن فعالية "جائزة المصطفى (ص)" تقام من أجل تكريم مكانة العلم والمعرفة، واضاف: ان المكانة العلمية للنبي الاكرم (ص) هي الافضل والاسمى مكانة في الفكر الإلهي والمعتقدات والأخلاق الفاضلة والكريمة وما ينبغي وما لا ينبغي فعله، بالإضافة إلى نمط الحياة.

وأشار إلى أن العلم النافع هو العلم الذي يستخدم لسعادة الإنسان وخلاصه وفك عقد الحياة، وأضاف: إذا لم يكن العلم مفيدًا، فإن الصيغ لا تستخدم إلا لكسب السلطة والثروة والاستعمار والاستغلال وتوفر وسائل الدمار البشري.

وتابع آية الله رئيسي: إن ما قدمه العالم من علوم جديدة كالرؤوس النووية، من أدوات مختلفة لتدمير البشر، صنعته أيدي العلماء غير الربانيين الذين لا يعرفون إلا الصيغ العلمية، ويملكون المعرفة غير المفيدة للبشرية.

واكد رئيس الجمهورية أن الحضارة الإسلامية قامت في تاريخ الإسلام مع بداية بعثة الرسول (ص) ، وقال: أحدثت هذه الحركة نقلة في العالم ليصبح العالم مديناً لهذه الحضارة الأصيلة.

وأوضح: اليوم، وفي ظل النظرة القائمة في العالم الإسلامي إلى العلوم النافعة والاعتماد على القيم الإلهية واستخدام قدرات علماء العالم الإسلامي والإيمان بالتفكير المشترك، يمكن تحقيق حضارة جديدة.

وقال آية الله رئيسي: إن التقارب والتفكير المشترك بين العلماء والمثقفين في العالم الإسلامي يبشر بإمكانية تحقيق هذه الحضارة، حضارة تقوم على القيم المعنوية والتعاليم الإلهية التي تتشكل في المجتمعات البشرية وتستطيع أن تجعل الإنسان في مجال العقلانية، والقيم المعنوية والأخلاق لتحقيق السعادة.

وتابع رئيس الجمهورية حديثه أن جائزة المصطفى (ص) تختلف عن الجوائز العلمية الأخرى، وأكد: أن هذه الجائزة لها جناحان رئيسيان، هما "العلم والإيمان"، والعلم يكون أصيلا بالنظر إلى هذا المبدأ. وفيه يتم تحديد رفاهية الإنسانية وسعادتها ومستقبل الإنسان والحضارة الإسلامية الجديدة.

وأضاف: هذه مهمة عظيمة تقع على عاتق جائزة المصطفى (ص) في عالم العلوم والتكنولوجيا، ويجب أن تكون هذه الحركة جديدة ومبتكرة ومبدعة، وينبغي العمل لتوسيعها، لأن هذه النظرة يمكن أن تبني الإنسان والمجتمع والحضارة.

وأشار رئيس الجمهورية إلى توجيهات قائد الثورة لجميع المراكز العلمية والصناعية أن حركتها الرئيسية يجب أن تكون قائمة على المعرفة، وقال: في هذا الاتجاه، يجب أن نكون قادرين على إضافة المعرفة إلى القدرة من أجل تحقيق الابتكار والتكنولوجيا لحياة الإنسان المعاصر.

وفي جزء آخر من كلمته قال آية الله رئيسي: ما كان يقلق الغرب منذ البداية من الجمهورية الإسلامية الإيرانية هو أنه سيتم إنشاء حضارة منافسة لمواجهة حضارتهم المزعومة، حضارة جديدة يكون لها دور في حياة الإنسان المعاصر.

وذكر أن أساس الإسلاموفوبيا وكراهية إيران يرتكز أيضًا على هذه القضية، وأضاف: لقد تشكل تقدم العالم اليوم بما يتماشى مع آراء العديد من علماء العالم الإسلامي، مثل الخوارزمي وبوعلي سينا.

وتابع: اليوم هناك شخصيات لامعة في العالم الاسلامي وفي مجالات العلوم والتكنولوجيا، من بينهم كاظم اشتياني في معهد "رويان" الذي خلق الأمل في الإنجاب وعلاج العقم لدى العديد من الأسر.

وقال آية الله رئيسي: اليوم، وباسم الجمهورية الاسلامية والتواصل العلمي، تم إنشاء القدرة في العالم الإسلامي وبين علماء المسلمين الذين لديهم المعرفة المفيدة والمنقذة للإنسان المعاصر، وقد حدث ما كان يخشاه الغرب ويقلقه.

وأوضح: كان الغربيون يقولون لو توجهتم نحو الدين سيتم استشمام رائحة القرون الوسطى، لكن العالم الإسلامي أظهر أنه يمكن التمتع بأفضل مواقف العلم والتكنولوجيا من خلال الاعتماد على الدين وتعطيل حساباتهم تماما.

وتابع رئيس الجمهورية: الغربيون اعتادوا التبشير ضد التوجه الديني وما إذا كان من الممكن الوصول إلى مكانة عالية مع الدين، لكن اليوم ثبت في إيران والعديد من جامعات العالم الإسلامي أنه من الممكن التعايش مع الإسلام والوصول إلى مكانة علمية عالية.

وطرح آية الله رئيسي عدة مقترحات في مجال إقامة فعالية جائزة المصطفى (ص) وقال: من الضروري ايلاء اهتمام كبير بهذه اللقاءات العلمية وبذل الجهود لإثرائها، كما يجب أن تشمل هذه الفعالية كافة العلوم والتقنيات بما فيها العلوم الانسانية.

وأكد رئيس الجمهورية أنه بفضل الثورة الإسلامية تم تحقيق خطوات كبيرة في العلوم الإنسانية في الحوزات العلمية والجامعات، وأضاف: هناك اقتراح آخر وهو أن يتم عقد لقاءات علمية بحضور المفكرين لحل مشاكل الناس ويجب التفكير في حلول وتقديم حلول جديدة لما تعاني منه الإنسانية.

وقال: لا ينبغي أن تكون الابحاث مكتبة فقط، بل يجب أن تكون فعالة في مجال الحياة الإنسانية المعاصرة.

وأوضح أننا لا نسمي من يقود المجتمعات البشرية نحو ثقافة غربية وأجنبية مثقفاً مستنيرا، وأوضح: على المثقف المستنير أن يعلم قبل أن يعلم الاخرون وقبل أن يحذر الآخرون، عليه أن يحمي المجتمع المسلم جيداً. يراقب ويكون مستعداً للعب الدور والتنظير وإنقاذ الناس.

وأضاف مؤكداً أن مجرد الكلام لا يكفي وعلى المثقف أن يكون مسؤولاً، وأضاف: هذا الرأي هو نفس الرأي المبني على العلم النافع الذي عبر عنه النبي (ص) في تعريف العلم.

كما حيا اسبوع الوحدة والدفاع المقدس (1980-1988) وأشاد بمنظمي فعالية جائزة المصطفى (ص) في أصفهان وقال: من المأمول أن تؤدي إقامة هذا الحدث الى انفراجات في حياة الإنسان المعاصر ونمو العلم النافع.

وانطلقت يوم الجمعة رسميا في مدينة اصفهان فعاليات النسخة الخامسة لجائزة المصطفى (ص) العالمية وتستمر لغاية يوم الاربعاء.

وبدا تنظيم هذا الحدث قبل اعوام بهدف التعرف على الأعمال المتميزة لعلماء العالم الإسلامي في تطوير العلوم والتكنولوجيا، وقد أقيمت حتى الآن أربع نسخ منه في الأعوام 2015 و 2017 و 2019 و 2021.

ويشارك أكثر من 100 عالم من العالم الإسلامي من 40 دولة في حفل جائزة المصطفى (ص) الخامسة للعلوم والتكنولوجيا.

 

endNewsMessage1
تعليقات