السید نصر الله: تعالوا نذهب لای مکان لمواجهة الارهاب

asdasd
معرف الأخبار : ۲۶۴۲۴۴

اشار الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الى ان مصير العالم اليوم يصنع في المنطقة كما يصنع مصير شعبنا وبلدنا وكراماتنا ومستقبل أجيالنا. واضاف " مصير سورية ولبنان والعراق والاردن وغيرها من البلدان يصنع في المنطقة ".

واوضح السید نصر الله ان " لبنان الیوم متأثر بما یجری فی المنطقة أکثر من أی وقت مضى "، ولفت الى ان " هناک منطق یقول إننا نرید لبنان بمعزل عن أحداثالمنطقة والنأی بالنفس عن کل ما یجری فی المنطقة هذا کلام جمیل لکن هذا غیر واقعی لانه لا یمکن ان نقول ان لبنان لا یتأثر بما یحصل فی المنطقة ".

کلام السید نصر الله جاء فی کلمة له مساء الاثنین خلال الاحتفال المرکزی الذی اقامه حزب الله إحیاء لذکرى القادة الشهداء فی مجمع سید الشهداء(ع) فی الضاحیة الجنوبیة للعاصمة اللبنانیة بیروت.

وحول خطر تنظیم " داعش " الارهابی، اشار السید نصر الله الى ان " تهدید التیار التکفیری لیس تهدیدا لبعض الأنظمة بل لکل البلاد وکل الشعوب بل هذا تهدید للاسلام کدین ورسالة "، وأکد ان " هدف داعش هو مکة المکرمة والمدینة المنورة ولیس بیت المقدس "، واضاف " سمعت ان خلیفة داعش أبو بکر البغدادی عیّن أمیرا لمکة وأمیرا للمدینة ".

ولفت السید نصر الله الى ان " کل العالم الیوم سلّم أن هذا التیار التکفیری داعش یشکل تهدیدا للعالم والمنطقة وفقط اسرائیل لا تعتبر داعش خطرا وتهدیدا "، واشار الى ان " کل ما فعلته داعش یخدم مصالح اسرائیل لذلک فتشوا عن الموساد الاسرائیلی والمخابرات الغربیة فی أهداف داعش ".

السید نصر الله: یجب اعتبار المواجهة الفکریة والسیاسیة والمیدانیة ضد الارهاب دفاعا عن الاسلام

وشدد السید نصر الله على انه " یجب اعتبار المواجهة الفکریة والسیاسیة والمیدانیة ضد الارهاب دفاعا عن الاسلام "، ودعا " شعوب وحکومات المنطقة إلى العمل سویة لمواجهة هذا الخطر الارهابی وجمیعنا قادرون على الحاق الضرر به ومن خلفه "، واضاف " نحن نعتبر أنفسنا ندافع عن الإٍسلام بکامله ".

واشار السید نصر الله الى انه " یجب ان لا نخدع أنفسنا فی التفریق بین داعش والنصرة هما جوهر واحد وفکر واحد وثقافة واحدة الاردن "، وتابع " لا یستطیع ان یواجه داعش فی العراق ویدعم النصرة فی سوریة "، واضاف " على الدول الخلیجیة مقاربة ملفات المنطقة بطریقة أخرى لأن التهدید یطال الجمیع "، داعیا " حکومات المنطقة أن تعمل على تجمید الصراعات القائمة فی المنطقة ".

واکد السید نصر الله ان " أمیرکا تستنزفنا وتؤسس من خلال داعش لأحقاد وعداوات کبیرة وتدمر المنطقة لمصلحة هیمنتها وقوة اسرائیل "، واضاف " یجب أن نبادر لمواجهة هذا التیار التکفیری وعدم السماح له بالتمدد "، وتابع " الثورة فی الیمن هی التی تقف فی وجه القاعدة التی تخطط للسیطرة على سوریة وصولا إلى السعودیة ".

وحول جریمة " داعش " بقتل العمال المصریین، دان السید نصر الله الجریمة الارهابیة التی ارتکبها تنظیم " داعش " الارهابی بقتله العمال المصریین فی لیبیا. وتقدم " بالعزاء من العشب المصری والکنیسة القبطیة بهذه الجریمة والحادثالجلل ".

واکد السید نصر الله على " تأییده لوضع استراتیجیة وطنیة فی لبنان لمواجهة الارهاب "، واضاف " یمکن ان نتفق على عدو اسمه الارهاب لکن للاسف قد لا نتفق على عدو اسمه اسرائیل "، واضاف " أمام خطر الارهاب نحن فی حزب الله نؤید الدعوة لوضع استراتیجیة وطنیة لمکافحة الارهاب "، ولفت الى انه " یجب على الدولة ان تحزم أمرها کیف ستتعامل مع الخطر الموجود على تلال وجبال السلسلة الشرقیة حیثداعش والنصرة "، واعتبر ان " هذا الأمر یحتاج إلى قرار "، مجددا التحیة " لضباط الجیش اللبنانی والقوى الأمنیة ورجال المقاومة الذین یدافعون عن لبنان ".

السید نصر الله: للتنسیق بین الجیش اللبنانی والجیش السوری لمواجهة الارهابیین

وفیما دعا السید نصر الله الى " التنسیق بین الجیش اللبنانی والجیش السوری لمواجهة الارهابیین "، قال " تعالوا لنذهب إلى أی مکان نواجه فیه هذا التهدید الذی یتهدد أمتنا "، واضاف " لمن یدعونا للانسحاب من سوریة نقول فلنذهب سویا إلى سوریة والعراق ولکل مکان یوجد فی الارهاب ".

من جهة ثانیة، أکد السید نصر الله انه " لا یحق لمن یتدخل فی سوریة عسکریا وسیاسیا أن ینتقد موقفنا السلمی بشأن الحراک فی البحرین "، واضاف " من ینتقد موقفنا من البحرین ویعتبر ان هذا الموقف یسیء إلى علاقات لبنان مع دولة شقیقة علیه عدم التدخل فی سیاسة بلد آخر ولا سیما سوریة "، ولفت الى ان " النظام البحرینی یهدد بإبعاد اللبنانیین من البحرین بسبب بعض التصریحات لانه هکذا تتصرف الانظمة الضعیفة ".

وتطرق السید نصر الله الى الخطة الامنیة التی تطبق فی منطقة البقاع، ودعا الى " تواصل الخطة الامنیة فی البقاع وتفعیلها "، واعتبر " یجب جمیعا ان ندعم ونساند ونقف وراء الجیش والقوى الأمینة فی هذا المجال "، واشار الى انه " بجانب الخطة الأمنیة فی البقاع نحتاج خطة إنمائیة للبقاع خصوصا بعلبک الهرمل وعکار ایضا وحل مشکلة عشرات الآلاف من المطلوبین باستنابات قضائیة بسیطة ".

وفی الشأن السیاسی اللبنانی الداخلی، طالب السید نصرالله " بمعاودة الجهد الداخلی فی موضوع الإستحقاق الرئاسی "، وتابع " لکل الحریصین على منع الفراغ أقول لهم لا تنتظروا المتغیرات فی المنطقة والخارج لأن المنطقة متجهة إلى مزید من المواجهات والازمات "، وأکد " نحن مع دعم الحکومة ومواصلة عملها والبدیل عنها هو الفراغ ".

وحول العلاقة بین حزب الله والتیار الوطنی الحر، دعا السید نصر الله الى " تعمیق العلاقة بین الحزب والتیار "، وتابع " ندعو لعقد تفاهمات متشابهة على مستوى کل الوطن ".

وفیما یتعلق بالحوار مع " تیار المستقبل "، قال السید نصر الله " سنواصل الحوار مع تیار المستقبل الذی أنتج بعض الأمور الإیجابیة التی کانت ضمن توقعاتنا ونأمل أن نتوصل إلى نهایة إیجابیة ".

وحول ذکرى القادة الشهداء، قال السید نصر الله " فی کل سنة فی مثل هذا الوقت نحیی ذکرى قادتنا الشهداء السید عباس الموسوی استاذنا وقائدنا ومعلمنا وزوجته العالمة السیدة ام یاسر وطفلهما الصغیر حسین وشیخ الشهداء الشیخ راغب حرب والقائد الکبیر الحاج عماد مغنیة، هؤلاء الشهداء هم عنوان ثباتنا "، واضاف " نحیی هذه الذکرى من اجلنا نحن ومن اجل اجیالنا ولیس من اجلهم فقط ونحیی هذه الذکرى لتثبیت الذکرى فی عقولنا ووجداننا ووجدان أجیالنا وأطفالنا ".

السید نصر الله: نحیی ذکرى قادتنا الشهداء لنتعلم منهم الزهد والشجاعة والحکمة والهمة العالیة

واشار السید نصر الله الى انه " نحیی الذکرى للاطلاع على التاریخ منذ انطلاق المقاومة ومنذ انتصار الثورة الاسلامیة الایرانیة وبدء تطور المقاومة والانجازات التی بدأت تسجلها "، وتابع " هذه الحقبة من التاریخ تمثل مدرسة للانسانیة وکان قادتنا الشهداء هم من ابرز عناوینها وهم الشهود الشهداء علیها "، واوضح " نحن نحتاج الى ان نعود الى هؤلاء القادة لنتعلم الزهد منهم عندما تقدم الدنیا علینا ونتعلم منهم الشجاعة والحکمة عندما تواجهنا الصعاب والفتن وان نأخذ منهم الهمة العالیة عندما یتعب البعض والاقدام عندما نقصر ونتعلم منهم ان نثق بالله وبمجاهدینا نأخذ منهم الامل والبصیرة ".

وقال السید نصر الله " قادتنا فی ثمانینات القرن الماضی لم یتحدثوا فقط ان اسرائیل فقط ستخرج من ارضنا بل کانوا یؤکدون ان اسرائیل ستزول وتنتهی "، واضاف " عندما نرجع الى هؤلاء القادة لانهم مدرسة فکریة کاملة یجب التعریف بها والتعلم منها "، وذکّر انه " من على هذا المنبر وقف الشهید جهاد عماد مغنیة لیعلن خیاره وموقفه وطریقه واختار الجهاد لانه یحمل فی جنباته روحیة الحاج عماد فاختار الذهاب الى القنیطرة والساحات المقاومة ومن ثم الشهادة "، وشدد على ان " دم الحاج عماد مغنیة سیبقى یلاحق العدو الاسرائیلی ویطارده ".

من جهة ثانیة، توجه السید نصر الله الى عائلة الشهید رفیق الحریری وعائلته ومحبیه بالتعازی لجریمة اغتیاله الالیمة التی تصادف فی ۱۴ شباط، وتابع " تداعیات هذه الحادثة الالیمة ما تزال حتى الیوم "، واضاف " اتوجه بالعزاء الى جمیع الشهعداء الذین سقطوا فی هذه الحادثة الالیمة ".

وفی سیاق منفصل، شکر السید نصر الله " جمیع المواطنین والاهالی للالتزام التام بعدم اطلاق النار فی جمیع المناطق خلال اطلالته "، وتابع " اشکر اهلنا فی الضاحیة وبیروت وکل المناطق الذین التزموا بعدم اطلاق الرصاص ".

النص الکامل لکلمة السید حسن نصر الله فی ذکرى القادة الشهداء ۱۶-۲ - ۲۰۱۵

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم، بسم الله الرحمن الرحیم، والحمد لله رب العالمین، والصلاة والسلام على سیدنا ونبینا خاتم النبیین أبی القاسم محمد بن عبد الله وعلى آله الطیبین الطاهرین وصحبه الأخیارالمنتجبین وعلى جمیع الأنبیاء والمرسلین.
السلام علیکم جمیعاً ورحمة الله وبرکاته.

فی البدایة أرحب بکم جمیعاً فی هذه المناسبة العزیزة والجلیلة والکریمة، فی یوم القادة الشهداء.
ولکن اسمحوا لی فی البدایة: الأمر جلل فی الحقیقة. یجب أن أعبّر باسمنا وباسمکم بقوّة عن إدانتنا الشدیدة للجریمة النکراء والبشعة والوحشیة التی ارتکبها تنظیم داعش التکفیری فی لیبیا بحق العمال المصریین المظلومین،(الجریمة) التی لا یمکن أن یتحملها أو یطیقها عقل أو قلب أو ضمیر أو دین أو اخلاق أو إنسانیة. باسمکم جمیعا أتقدم من عائلاتهم المظلومة والمستضعفة بالعزاء والمواساة، من الشعب المصری، من الحکومة المصریة ومن الکنیسة القبطیة، ونعبّر عن مواساتنا وعزائنا وحزننا لهذه المصیبة التی لحقت بهم، والتی فی الحقیقة أصابتنا جمیعاً، أصابت الإسلام والمسیحیة، والمسلمین والمسیحیین، وکل إنسان فیه عقل وضمیر وفطرة، ولنا عودة إلى هذا الموضوع فی سیاق الخطاب.
أود أن أتحدثأولاً عن المناسبة وإحیائها، وثانیاً نتحدثقلیلا فی موضوعات الشأن اللبنانی، ومنه أدخل إلى إطلالة عامة وموقف عام حول الوضع فی المنطقة.

فی کل سنة، فی مثل هذا الیوم، نحیی سنویاً ذکرى القادة الشهداء، العائلة القائدة، الشهید السید عباس الموسوی، أمیننا العام وقائدنا وأستاذنا وحبیبنا وملهمنا وزوجته العالمة المجاهدة الشهیدة السیدة أم یاسر وطفله الصغیر حسین، وسماحة شیخ شهداء المقاومة الاسلامیة الشهید الشیخ راغب حرب والقائد الجهادی الکبیر الشهید الحاج عماد مغنیة، الذین هم عنوان ثباتنا وانتصارنا، ودائماً نحیی هذه الذکرى من أجلنا، من أجل أبنائنا وأحفادنا وأجیالنا ولیس من أجلهم هم نحیی هذه الذکرى لیبقى الماضی القریب الذی عشناه وعایشناه بل شارکنا فی صنعه سویاً، هذا الماضی القریب المتصل بالحاضر والمطل على المستقبل لیبقى فی وعینا نحن الذین عایشنا المرحلة کلها ولیسکن ویتمکن فی وعی أبنائنا وأحفادنا والأجیال القادمة لأن هذه الحقبة الزمنیة، خصوصا منذ قیام دولة اسرائیل منذ العام ۱۹۴۸، وما حصل بعدها من حروب ۶۷ و۷۳ وأحداثلبنان والمقاومة التی أعلنها الشعب الفلسطینی ولاحقاً المقاومة التی أعلنها سماحة السید موسى الصدر أعاده الله بخیر ورفیقیه، إلى کامب دیفید إلى انتصار الثورة الاسلامیة فی إیران التی فی مثل هذه الأیام کان انتصارها الإلهی والتاریخی المدوّی بقیادة سماحة الامام الخمینی(قدس سره الشریف).

إلى الاجتیاح الاسرائیلی عام ۱۹۸۲، وما بعد الاجتیاح إلى الیوم من حروب ومواجهات وأحداثومؤامرات، هذه مرحلة غنیة جداً، ولا یمکن لا نحن ولا أبناؤنا ولا الأجیال الآتیة أن تقارب الحاضر وتحدیات الحاضر بشکل منطقی وموضوعی وعلمی وصحیح وسلیم بمعزل عن کل هذا الماضی وعن کل تلک المرحلة بما تحمل من تجارب وتحدیات وإخفاقات وانتصارات وما أنتجته من معادلات وانجازات وما فیها من حقائق وأوهام وعقل وجنون ورهانات بائسة وخیارات صحیحة وما فیها من انتظار لسراب لم یأتِ ولن یأتی، ومن انتظار لنصر یصنعه الرجال والنساء بإرادتهم وتصمیمهم بما فیها من معنویات وتضحیات ودموع ودماء وآمال وآلام. هذه الحقبة الزمنیة وما فیها تمثّل مدرسة إنسانیة وثقافیة وجهادیة وإیمانیة عظیمة لشعبنا وأمتنا، وقد کان هؤلاء القادة الشهداء من أبرز عناوینها وقادتها وهم شهودها الشهداء ثانیاً لأننا نحن بحاجة دائماً وعلى مدى السنة أن نرجع إلیهم، إلى السید عباس، إلى أم یاسر، إلى الشیخ راغب وإلى الحاج عماد، کقدوة وأسوة لنا، نحتاج الى أن نتعلم منهم الزهد عندما تُقدم الدنیا علینا بجاهها ومالها وترفها وأن نتعلم منهم التواضع بل التذلل وخفض الجناح عندما نصبح أقویاء ونتعلم منهم الشجاعة عندما نواجه الزلازل والأعاصیر ونتعلم منهم الحکمة عندما نقابل الفتن التی تضیع فیها العقول وتتیه البصائر.

نأخذ منهم ونستلهم منهم الهمة العالیة عندما یتعب من یتعب، والإقدام عندما یتردد البعض حین یجب أن یقدم، ونستلهم منهم ونتعلم منهم التضحیة بلا حدود عندما یتطلب الموقف ذلک، نتعلم منهم أن نثق بالله وبأمتنا وبشعبنا وبأنفسنا وبمجاهدینا عندما یستیئس الناس وتحیط بهم الشدائد والصعوبات والتحدیات من کل جانب، نأخذ منهم الأمل والثقة والبصیرة کما سمعتم قبل قلیل عندما کانت إسرائیل تحتل أرضنا کان السید عباس والشیخ راغب والحاج عماد سابقاً ولاحقاً لا یتحدثون عن رؤیة تقول إن إسرائیل ستخرج من الجنوب بل عن رؤیة تقول إن إسرائیل ستنتهی من الوجود وهم کانوا یحتلون أرضنا ویسجنون رجالنا ونساءنا، وکنا فی ضعف وکانوا فی قوة. هکذا نستمد الرؤیة والبصیرة والثقة والأمل، والأهم أن نتعلم منهم الإخلاص والصدق وأن نتحمل وأن نکون بمستوى المسؤولیة، مسؤولیة الحفاظ على إنجازات الشهداء والمقاومین ومسؤولیة مواجهة تحدیات الحاضرالصعبة ومسؤولیة صنع المستقبل العزیز والکریم واللائق لشعبنا ووطننا وأمتنا، ولذلک نحرص دائماً أن نتحدثعنهم وعن سیرتهم وسلوکهم وأخلاقهم وأعمالهم، عن جهادهم وتضحیاتهم، لنتعلم ویتعلم الأبناء والأحفاد والأجیال. هذا ما یجب أن نحرص علیه مع کل الشهداء، عندما نعرض یومیاً وعلى مدارالسنة فی إعلامنا المقاوم صورهم وأسماءهم ونستعرض سیرهم ووصایاهم، لأنهم باتوا یمثّلون بحق مدرسة فکریة وجهادیة کاملة یجب التعریف بها والتعرف علیها.

منذ ۳۳ عاما وإلى الیوم تقدّم جیل من الشباب فی ذلک الوقت، کانوا شباباً ۱۸ ۱۹ ۲۰ ۲۳ ۲۵ حد أقصى من علماء ومجاهدین ورجال ونساء وحملوا المسؤولیة وتقدموا، منهم من استشهد فی مراحل الطریق ومنهم من کان له باع طویل فی میادین الجهاد وتحمّل المصاعب والجراح وتوفاه الله بعد معاناة المرض، عدید من کوادرنا الأوائل، وکان آخرهم قائد عزیز من قادة المقاومة الأوائل، المرحوم الحاج مصطفى شحادة رحمه الله، ومنهم من أُسر وعانى من قیود الاعتقال، ومنهم من جُرح وما زال یکابد جراحه، ومنهم من ما زال یواصل الطریق ویحمل دمه على کفّه. عنوان هذا الجیل الأول الذی کان السید عباس والشیخ راغب والحاج عماد رمزه وعنوانه وأم یاسر هو " من المؤمنین رجال صدقوا ما عاهدوا الله علیه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ینتظر وما بدّلوا تبدیلا ".

من الشباب ومن أبناء الجیل الأول الذین عاهدوا وصدقوا وثبتوا وقضى کثیر منهم شهداء، وآخرهم الذین قضوا فی عملیة القنیطرة فی العدوان الإسرائیلی على القنیطرة.

کان أبناء الجیل الأول أیضا مساهمین کبار فی صنع الإنتصارات. تأتی ذکرى القادة الشهداء هذا العام وفیها شاهد على ما أقول. من على هذا المنبر وقف نجل القائد الشهید عماد مغنیة، جهاد لیبایع ویعاهد ویعلن إنتماءه وهویته وخیاره بملء إرادته، وهو الذی لم یلزمه أحد بذلک، کان یستطیع أن یکمل جامعته و(هو) شاب ولطیف ومستقبله أمامه والحیاة أمامه والدنیا کلها أمامه، ولکن ابن الحاج عماد الذی یحمل فی جنباته روح الحاج العماد وروحیة الحاج عماد ومعرفة وعشق الحاج عماد، إبتعد عن هذا کله وذهب إلى أین؟ إلى الجولان، إلى القنیطرة، إلى هناک، ثم یُختم له بالشهادة، هکذا الشهداء من أبناء الشهداء. لقد أحیت دماء الشهید جهاد مغنیة قبل أیام وإخوانه فی القنیطرة بقوة ذکرى شهادة القائد الحاج عماد مغنیة، أحیته من جدید، نحن شعرنا بتلک اللحظة أنه من جدید استشهد الحاج عماد، هذا الإحساس الوجدانی المعنوی الأخلاقی، الناس شعروا هکذا، الناس تعاطفوا هکذا، وأعادت هذا القائد الفذ والألمعی والتاریخی إلى صدارة الأحداثمن جدید، وأکدت أن ذکره ما زال الأعلى وأن حضوره ما زال الأقوى فی وجدان الصدیق وفی وجدان العدو الذی ما زال یطارده دم عماد مغنیة وسیبقى یطارده دم عماد مغنیة.

أیها الإخوة والأخوات، فی هذا الیوم العظیم والعزیز بالنسبة إلینا ومن موقع أمانة القادة الشهداء ومن موقع المسؤولیة نطل على بعض المسائل التی تعنینا فی لبنان وبعض المسائل التی تعنینا أیضاً فی المنطقة.

أولاً: نتکلم لبنانیاً بضع کلمات.
أولاً: وبمناسبة أیام هذا الشهر شهر شباط وما حصل فیه من أحداثخصوصاً فی الرابع عشر من شباط أتوجه إلى عائلة الرئیس الشهید رفیق الحریری وإلى محبیه وإلى تیاره وإلى أنصاره بالتعبیر أیضاً عن مشاعر المواساة والعزاء بسبب هذه الحادثة الألیمة التی هزّت لبنان والمنطقة وما زالت تداعیاتها قائمة حتى الآن، وکذلک إلى عائلات ومحبی جمیع الشهداء فی ذلک الیوم من الرجال والنساء الذین قضَوا فی تلک الحادثة المؤلمة والمؤسفة والخطیرة جداً.

ثانیاً: أمام خطر الإرهاب الذی یتهدد لبنان والمنطقة، نحن فی حزب الله، فی هذا الیوم أیضاً، نؤید الدعوة إلى وضع إستراتیجیة وطنیة لمکافحة الإرهاب، وأعتقد أن القوى السیاسیة اللبنانیة والقیادات اللبنانیة تستطیع أن تتفق، قد لا یکون صعباً بقدر الإستراتیجیة الدفاعیة فی مواجهة إسرائیل، لأننا قد نتفق على عدو هو الإرهاب ونختلف للأسف على عدو هو إسرائیل، للأسف. بکل الأحوال، من دون " لکوِزة شمال ویمین "، نحن نؤید الدعوة إلى وضع إستراتیجیة وطنیة لمکافحة الإرهاب.

الآن هذا الأمر کیف یمکن أن یُعمل به؟

إننا نأخذ نتیجة الرصاص لنرى حصل هناک رصاص أو لا، الآن المفترض أنتم فی المجمع لم تسمعوا شیئاً، أنا یجب أن أتوجه بالشکر إلى کل الکرام إلى أهلنا فی الضاحیة وفی بیروت وفی الضواحی وفی کل المناطق الذین إلتزموا بالمناشدة وبالرجاء، ودائماً هذا هو المتوقع وهذا هو حسن الظن بکم دائماً ویجب أن نتعاون بین هلالین إن شاء الله أن ننتهی من هذه الظاهرة، یعنی لیس بکل إحتفال یجب أن نصدر بیاناً ونقیم الدنیا ونقعدها، حتى نقول أبقاکم الله لا تطلقوا الرصاص، هذا موضوع یجب أن نتعاون جمیعاً فیه، بتشییع الشهداء، بمواکب الشهداء بالإحتفالات المختلفة، هذه عادة قدیمة فی لبنان یجب أن نتعاون إعلامیاً ثقافیاً سیاسیاً تعبویاً حتى ننتهی منها إن شاء الله، فالشکر لکل الذین لبّوا والتزموا، ممنون، ممنون کثیراً.

إذاً نحن مع وضع إستراتیجیة وطنیة لمکافحة الإرهاب، الآن هذا الأمر من یعمل به، تعمل به الحکومة، مجلس النواب یقدم مبادرة، یُعمل حوار وطنی، المفترض أن یتابع، الآلیة بحاجة لنقاش، ولکن بالمبدأ نحن ندعو إلى ذلک ونؤید ذلک.
النقطة الثالثة: موضوع الخطة الأمنیة فی البقاع، نجدد تأییدنا المطلق لها وبلا حدود، ونعتبر أنها جاءت متأخرة وندعو إلى تواصلها وإلى تفعیلها، لیس جمعة جمعتین، شهر شهرین وإنتهینا. منطقة البقاع عانت من اللصوص، من المجرمین، من المفسدین فی الأرض، من جماعة الذین یخطفوا من أجل الفدیة، من الذین یرهبون الناس. طبعاً هذه مرحلة إن شاء الله تکون قطعت. بین هلالین یمکن کان هناک مطالبات شعبیة أن نأتی نحن ونتحمل المسؤولیة، حزب الله وحرکة أمل، القوى السیاسیة الموجودة فی البقاع، هذا لم یکن صحیحاً، یعنی أقول لأهلنا فی البقاع لم یکن صحیحاً ولا فی المستقبل صحیح، الصح هو أن الدولة هی الأقدر وهی الأکفأ، هذه مسؤولیتها، ونحن جمیعاً یجب أن ندعم ونساند ونقف خلف الجیش والقوى الأمنیة والحکومة لضبط الوضع الأمنی. ولذلک الخطة الأمنیة هی بحاجة إلى مواصلة، قیل إن المطلوبین هربوا، جید، لیبقَ الجیش والقوى الأمنیة فاتحین أعینهم وجدیین حتى لا یرجعوا، طالما هم خارج المنطقة معنى ذلک أن المنطقة سوف ترتاح من اللصوص والمجرمین والمفسدین والقتلة. فلا یصبح هناک تساهل فی المستقبل فی هذا الأمر.

إلى جانب الخطة الأمنیة فی البقاع نحن نحتاج إلى أمرین، طبعاً أنا سأکتفی بعناوین حتى نلحق النقاط کلها. الأمر الأول، هو الخطة الإنمائیة للبقاع، الدولة إذا کانت ترید أن تبسط سیطرتها وسلطتها لا یکفی أن تبعثالجیش وقوى الأمن یجب أن تبعثإنماء، مستشفى ومدرسة وطریق وماء وکهرباء وفرصة عمل، وکل شیء ممکن أن تقوم به حتى یعیش هؤلاء الناس الکرام والشرفاء بکرامة ویبقوا فی أرضهم ویثبتوا. البقاع خصوصاً بعلبک الهرمل، الشمال خصوصاً عکار، بحاجة إلى العین الإنمائیة والروح الإنمائیة والید الإنمائیة وأن لا تکتفی الدولة بالعین والید الأمنیة.

والأمر الثانی هو حل مشکلة عشرات آلاف المطلوبین بمذکرات توقیف أو استنابات لأسباب تافهة أو بسیطة أو قدیمة عفى علیها الزمن، وهذا الأمر لم یتم إیجاد حل له ویجب أن یحصل له حل، ولیس صحیحاً أن عشرات الآلاف یصبحون مطلوبین ومطلوب توقیفهم على الحواجز لأسباب بسیطة جداً.

هناک أمر ثالثوهو استحقاق داهم وقادم، الآن لن أتکلم عنه فی التفصیل، أترکه لوقت آخر، فقط أرید أن أشیر إلیه لأننا نتکلم عن البقاع، هذا الاستحقاق قادم عندما یذوب الثلج. الیوم على السلسلة الشرقیة هناک فی الطرف المقابل، فی الجبال والتلال فی جرود عرسال، یوجد داعش والنصرة، داعش الممتدة من لیبیا لتلف وتذهب إلى المکان التی تریده حتى تصل لجرود عرسال. حسناً الآن یوجد ثلج ویوجد طقس عاصف ویوجد ظروف مناخیة حدّت أو منعت حصول مواجهات، لکن عندما یذوب الثلج، یوجد استحقاق، الدولة یجب أن تحزم أمرها والشعب اللبنانی یجب أن یحزم أمره، کیف سیتعاطى مع هذا الخطر وهذا التهدید الموجود على التلال وعلى الجبال والذی یتهدد القرى والجمیع؟ طبعاً، یستطیع الإنسان أن یکون له موقف وبکل بساطة، عندما نرید أن نتکلم عن المنطقة نرجع لهذا الموضوع، هؤلاء یمکن إلحاق الهزیمة بسهولة بهم، لکن الأمر یحتاج إلى قرار وإلى إرادة وطنیة.

هذه المرحلة نحن مقبلون علیها، المطلوب أن نأخذ موقفاً فیها. بهذه المناسبة أیضاًً یجب أن نجدد التحیة، الیوم نحن فی شهر شباط کان هناک عواصف، وأسماء العواصف تکثر لم نعد نستطیع حفظها، فی الثلج والبرد والصقیع کان الشباب فی أعالی الجبال فی القمم علو ۲۰۰۰ متر، ۲۵۰۰ متر، ضباط وجنود الجیش اللبنانی والقوى الأمنیة، رجال المقاومة، أیضا فی الجانب الآخر ضباط وجنود الجیش العربی السوری ورجال المقاومة، هؤلاء الموجودون فی هذه المنطقة، الذین یحولون دون الاعتداءات الإرهابیة وإرسال السیارات المفخخة إلى مختلف المناطق اللبنانیة، لهم فی یوم القادة الشهداء کل التحایا والسلام والتقدیر لصبرهم وثباتهم وصمودهم فی وجه العواصف والثلوج والصقیع.

رابعاً: فی الذکرى السنویة لتفاهم حزب الله والتیار الوطنی الحر، لأنه أیضاً فی شباط، تتضح یوماً بعد یوم أهمیة هذا التفاهم وهذا الإنجاز الکبیر، وآثاره أیضاً تتضح على الأوضاع السیاسیة فی لبنان، بل على المنطقة، لأن من أهم آثار هذا التفاهم، هو انعکاس الموقف المرتبط بالمقاومة، التی هی جزء من کل تحدیات ونتائج وانتصارات المنطقة. ندعو إلى تعمیق هذه العلاقة بین حزب الله والتیار الوطنی الحر، وترسیخ هذا التفاهم، وندعو إلى عقد تفاهمات مشابهة على المستوى الوطنی، نحن کنا نحلم فی ذاک الوقت أن نفس هذا التفاهم یتوسع وینضم إلیه آخرون، الآن یمکن بعض البنود قد تثیر بعض الحساسیات أو هناک بعض القضایا الشکلیة البروتوکلیة، لنبقِها جانباً. أی جهتین، تیارین، مکوّنین، ثلاثة، " یعملوا بین بعضهم " تفاهمات مثل هذا التفاهم الوطنی، قد یطرح تفاهم جدید ننضم إلیه جمیعا، ولا یسمى لحزب الله وللتیار الوطنی، وإنما نکون نحن من جملة الذین یشارکون فی صنعه وفی توقیعه، هذا کله جید، کل ما یمکن أن یجمع وأن یقرب ویکثّر نقاط التلاقی، ونبحثعن مخارج لنقاط الحوار، یوجد(فیه) مصلحة وطنیة کبیرة وأکیدة.

خامساً: بالنسبة إلى الاستحقاق الرئاسی، ندعو لیس إلى مواصلة الجهد الداخلی، أصلا لا یوجد جهد داخلی العالم " قاعدة " وکل واحد یراوح مکانه، ولا یقوم أحد بأی جهد داخلی، " إلا من بعید لبعید "، ندعو إلى معاودة الجهد الداخلی الوطنی ومفهوم أین وکیف ومع من. یعنی لا یوجد داع " نغمّق " ونفصّل، مفهوم، أصحاب العلاقة کلهم یعرفون، ومجدداً لکل الحریصین على منع الفراغ وعلى إعادة إنتاج المؤسسات فی لبنان، أقول لهم لا تنتظروا المتغیرات فی المنطقة والمتغیرات فی الخارج، لا تنتظروا لا ملف نوی إیرانی لا حوار أمیرکی إیرانی، ولا حوار إیرانی سعودی، ولا تنتظروا أی شیء فی المنطقة، بالعکس، المنطقة، وسنتکلم عن المنطقة بعد قلیل، والمنطقة ذاهبة إلى المزید من الأزمات والمزید من المواجهات، یوجد جبهات جدیدة تفتح.

إذاً فی السابق کنا نقول إنه فی مکان(ما حدا فاضی لحدا) وإلى الأمام(لن یکون أحد فاضی لأحد) ولذلک حتى لا یطول هذا الفراغ وإذا کنا جادین وکل واحد منا یدعی أنه استقلالی، وهو سیادی وصاحب القرار وهو یأخذ القرار فی کتلته وهو یصوّت لمن یشاء، تفضلوا لنعاود الجهد الداخلی الوطنی لننهی هذه المسألة وننجز هذا الاستحقاق.

سادساً: بالنسبة إلى الحکومة، نحن مع دعمها ومع مواصلة عملها، وهذه حاجة وطنیة، بل لا یوجد خیار أمام اللبنانیین سوى هذا. البدیل هو الفراغ، البدیل هو الضیاع، وأنا لا أعتقد أن أحداً یوافق أو یناسبه هذا البدیل. هناک إشکالات تعترض طریقها، یجب التعاون لحل هذا الاشکالات، موضوع آلیة اتخاذ القرار، نحن سنتعامل بإیجابیة مع هذه الحلول، مع بعض الحلول المطروحة، وبعضها معقول ومناسب، وندعو إلى التعاطی الایجابی من قبل القوى المشارکة فی الحکومة لتجاوز هذه المشکلة. لتنعقد الحکومة من جدید، وتعمل وتتحمل مسؤولیاتها.

سابعاً: إن شاء الله سنواصل الحوار مع تیار المستقبل، والذی نرى أنه أوصل إلى نتائج جیدة وإیجابیة حتى الآن ضمن سقف التوقعات منذ البدایة. یعنی من البدایة نحن وهم قلنا إن حجم هذه التوقعات هو بهذا المقدار، والآن دعکم من الذی یُحکى على المنابر، توقعات واضحة، جدول الاعمال متفق علیه وواضح وضمن التوقعات، وضمن جدول الأعمال النتائج جیدة ونحن نأمل إن شاء الله بالجدیة الموجودة من الطرفین أن نصل إلى خاتمة جیدة ومعقولة لمصلحة لبنان واللبنانیین جمیعاً فی هذا الحوار. نحن مستمرون به، الآن ازعاجات من هناک، أناس مزعوجون، یوجد أناس یتکلمون کلاماً خارج المناسب، هذا کله جمیعاً، مع جمهورنا وأناسنا، یجب أن نتحمله ونتجاوزه، لأجل مصلحة البلد.

بالنقطة الاخیرة محلیاُ: کما نجدد تسجیعنا وتأییدنا لأی حوار بین أی مکوّنات سیاسیة لبنانیة، مهما کان عنوان الحوار، ومهما کانت نتائجه، ولو کانت متواضعة، فهو أفضل السبل المتاحة أمامنا کلبنانیین.

حسناً، هذا محلیا، فلندخل قلیلاً إلى المنطقة ولکن من مدخل لبنانی، هنا یوجد نقطة حساسة مفصلیة، یعنی أتمنى أن نقف عندها قلیلاً. یعنی منذ عقود من الزمن، والآن بالمرحلة التی عایشناها وواکبناها، إلى الیوم، یوجد خلاف، یوجد منطقان فی لبنان، وأنتم تسمعونهم فی الاحتفالات والمناسبات:

یوجد منطق یقول: نحن نرید لبنان بمعزل عن المنطقة، بمعزل عن أحداثالمنطقة، النأی بالنفس عما یجری فی کل المنطقة، عدم التدخل فی شؤون المنطقة. هذا منطق، طبعاً کلام جمیل، وبمعزل عن أن من یقول هذا الکلام هل هو ملتزم به أم لا، ونحن نتکلم نظریاً، نظریا یوجد منطق یقول لک عدم التدخل لا سیاسیاً ولا إعلامیاً ولا عسکریاً، النأی بالنفس، لبنان لا یتحمل، وظروف لبنان معقدة وصعبة، وتعقیداته لا أدری کیف هی، فیجب أن یکون لبنان بمنأى ویجب أن لا نزج بلبنان بأی محور من المحاور، وهذا منطق آخر، وأعود لأقول إنه عملیا هو أو أصحاب هذا المنطق، هو یعنی من یقول هذا المنطق، کائناً من کان، لأن کثیرین فی البلد هم جزء من محور أو لیسوا کذلک، هم یتدخلون فی شؤون المنطقة أو لا یتدخلون، هذا بحثآخر.

المنطق الآخر نظریاً یقول: لا یمکن، یعنی هذا المنطق الذی تتفضلون به جمیل، کلام جمیل ولکن(لا تواخذونی) هذا إنشاء عربی لأنه جمیل وأدبی، لکن هذا غیر واقعی. الواقع لا یقول هذا، الأرض، المیدان، التاریخ والجغرافیا والدیموغرافیا والأمن والسلام والعیش وکله، تماما مثل مسائل الطبیعة، فی أثناء قدوم العاصفة وهی تحمل الثلوج لا یمکنک أن تقول لها نحن اللبنانیین نقف ونقول لها على مهلک نحن بمنأى عن العواصف وبمنأى عن الثلوج وبمنأى عن الأمطار، لنا ثلوجنا ولنا أمطارنا ولنا مناخنا ونحن قطعة من الجنة ولیس لنا دخل بأحد. حسنا هذا أین یُصرف، یعنی هذا الشیء واقعی وصحیح؟

دائما کان لبنان شاء اللبنانیون أم أبوا یتأثر بما یجری فی المنطقة، قیام دولة إسرائیل واغتصاب فلسطین ترک آثاراً عظیمة على لبنان وعلى المنطقة، وکل ما حصل فی المنطقة ینعکس على لبنان. لا یستطیع أحد أن یقول: ابتعد، نحن لا نستطیع ولا نرید أن نتاثر بانعکاساتک، لا یستطیع، یعنی هنا نرید ان نتکلم وهنا یحضر العقل والجنون، أن ما هی الحقیقة؟ وما هو الواقع؟ هذا هو الواقع.

بالعکس، الیوم المنطقة، الیوم لبنان متأثر بما یجری فی المنطقة أکثر من أی وقت مضى، الیوم مصیر لبنان لا یُصنع فی لبنان فقط، الآن مصیر لبنان وسوریة والعراق، الأردن ومصر ولیبیا والسعودیة والبحرین والیمن ووو… کله یصنع فی المنطقة کمنطقة، لا یوجد الآن مصیر یُصنع فی بلد لوحده، یوجد منطقة جُبلت من جدید خضّت " خلینا نحکی بالعامّی، انخضّت، تخربطت، صار عالیها سافلها، انعجنت وعم تنخبز من جدید ". من یرید أن یقرر مصیر لبنان یجب أن یکون حاضراً فی مصیر المنطقة، ومن یغیب عن مصیر المنطقة یقول للآخرین اصنعوا مصیرنا، نحن لا نستطیع أن نفعل شیئاً، نحن لا نستطیع ذلک، الیوم مصیر دول المنطقة یُصنع فی المنطقة، بل أکثر من ذلک، مصیر العالم الآن یُصنع فی المنطقة.

الآن نصل إلى داعش ولیبیا وإیطالیا وأوروبا، حسنا المنطقة الآن، على ضوء هذا المخاض، ستُحدد کیانات، تبقى هذه الکیانات أو تذهب على ضوء هذا المخاض تبقى هذه الشعوب أو تذهب، ستبقى هذه الأمور هکذا أو سیصبح هناک ضم وفرز أو ذاهبون إلى دمار لسنوات أو لعقود من السنین، ما هو المستقبل، هذا کله یصنع فی المنطقة، لدول وکیانات وشعوب المنطقة، والعالم کله یتأثر بذلک. لا یستطیع أحد أن یأتی ویقول أنا لبنانی ونحن أبصر ماذا، هذا لا یصح. هنا لیس موضوع ترف فکری وترف سیاسی. یوجد مصیر شعبنا ومستقبل بلدنا، هناک کرامتنا ومستقبل أجیالنا فی هذا الموضوع.

فی السابق على سبیل المزاح کان یوجد لدینا مشکلة، انه عندما کنا نتناقش مع بعضنا کلبنانیین، نرید أن نقنع بعض اللبنانیین أنه یا أخی لبنان جزء من المنطقة العربیة ومن بلاد الشام ومن الشرق الأوسط ومن الصراع العربی الإسرائلی ویقول لک کلا، نحن لبنان جزیرة فی المحیط الهادی، نعیش على مهلنا ولا نتأثر بأی شیء، ولیس " على بالنا شیء. الآن الموقف تطور سلبیاً أکثر، أصبحنا نرید أن نقنع بعض اللبنانیین أن لبنان جزء من الکرة الأرضیة ولیس جزءاً من المریخ، الیوم کل الکرة الأرضیة تتأثر بما یجری فی منطقتنا، کل الکرة الأرضیة. هذا المنطق هو حقیقة کان دائماً نقطة خلاف ویؤدی إلى خلافات، نحن نقارب الموضوع بهذه الذهنیة، لأننا نعتبر أن هذا مصیر، ما یجری فی المنطقة مصیر لبنان، مصیر شعب لبنان. مستقبل لبنان، إرادة لبنان، وأمن لبنان، ولقمة خبز لبنان، واقتصاد لبنان لا یمکن عزله عن الأحداثوالتطورات التی تحصل فی المنطقة.

قبل أن أتکلم عن المنطقة، سأقارب المنطقة بالمجمل ولیس بشکل تفصیلی. أرید فقط أن أٌعلق تعلیقاً صغیراً وأنا أرى أنه من المناسب أنه یجب أن أعلّق علیه، هو أن من ینتقد مثلاً موقفنا من البحرین ویعتبر أن هذا الموقف یسیء إلى علاقات لبنان مع دولة شقیقة وعزیزة اسمها البحرین، طبعاً هی دولة عزیزة وشقیقة والبحرین مثلها مثل أی بلد عربی بالنسبة إلینا کبلد عربی.

أنا أقبل أن ینتقد موقفنا وله حق أن ینتقد موقفنا من یلتزم بهذه السیاسة، وهی سیاسة عدم التدخل، أما مثلاً من یتدخل فی بلد عربی آخر علاقته مع لبنان أهم وأخطر من علاقة البحرین مع لبنان والتی هی سوریا، أمننا، اقتصادنا، طریقنا، سماؤنا، بحرنا، میاهنا، وشعبنا، وعائلاتنا ما بین لبنان وسوریا. معروف منذ بدایة الأحداثفی سوریا وإلى الآن، هناک من تدخل وکان جزءاً من المعرکة على سوریا، وعلى حکومتها، وعلى نظامها، وعلى جیشها، وعلى خیار جزء کبیر من شعبها، إعلامیاً، وسیاسیاً، وأدخل السلاح، ودفع المال، وما زال. من یفعل هذا فی سوریا لا یحق له أن ینتقد موقفنا من البحرین.

وما الذی فعلناه نحن فی البحرین؟ أخذنا موقفاً سیاسیاً. لم نقم بإرسال السلاح إلى البحرین، ولم نحرّض على العنف فی البحرین، ولم ندعُ إلى إسقاط النظام فی البحرین. بالعکس کنا دوماً نساند دعاة الحرکة السلمیة وندعو إلى الحوار وإلى الإصلاح فی البحرین، وإلى نبذ العنف وإلى عدم الانفعال بالعنف والقمع الخاص بالنظام.

هذا الموقف الخاص بنا الذی یجب أن تشکره حکومة البحرین العمیاء الصمیاء، وأن یشکره کل حریص على بلد عربی. لأنه عندما تخرج أی جهة سیاسیة فی أی بلد وتخاطب فی بلد عربی آخر وتقول لهم:
مطالبکم محقة، استخدموا الوسائل السلمیة، لا تذهبوا إلى العنف، اذهبوا إلى الحوار، اقبلوا بالتسویة.

هذا الموقف یجب أن یقدَّر، لکن لأنه یوجد فی البحرین حکومة مرعوبة وتخاف من أی کلمة حق وتحسب کل صیحة علیها، فهی تتوتر وتبدأ بتهدیدک، بماذا؟ بطرد اللبنانیین من البحرین. هذه وسیلة السلطات الضعیفة الوضیعة الهزیلة، تتصرف بهذه الطریقة، أی أنه یوجد لبنانیین أرید أن أطردهم من البحرین إذا استمر فلان بالکلام.

على کل حال، وإن کنا الآن فی أیام شباط فی الذکرى السنویة للانتفاضة السلمیة المدنیة الحضاریة لشعب البحرین الذین نوجه إلیهم أیضاً فی هذا الیوم تحیة إکبار وإجلال وإعزاز على صبرهم وثباتهم ووعیهم وحکمتهم.
ولذلک من یوجه النصائح والمواعظ علیه أولاً أن یلتزم بها، بعدها نستطیع أن نأتی ونتکلم مع بعضنا إذا کان المطلوب منا أن نلتزم بها أو لا، وإذا کان الذی نفعله صح أو خطأ.

أدخل إلى وضع المنطقة فی کلمتین، وضع المنطقة الآن إلى جانب التهدید الإسرائیلی نتکلم بالجدید ولا نرید أن نعید القدیم برز بقوة وفی ساحات جدیدة ومیادین جدیدة الخطر والتهدید الذی یمثله التیار التکفیری الذی أصبح عنوانه الأبرز " داعش ".
تکلمنا فی السابق أن هذا التهدید هو لیس تهدیداً لبعض الحکومات بل هو لکل الحکومات، هو لیس تهدیداً لبعض الأنظمة بل هو لکل الأنظمة، لکل الکیانات، لکل الشعوب، لکل الجیوش، هذا لیس تهدیداً للأقلیات الدینیة أو المذهبیة أو العرقیة، هذا تهدید للکل.
بل وقلنا ذلک مبکراً، هذا تهدید للإسلام، الإسلام ک " دین "، الاسلام ک " رسالة ".
من یومها إلى الیوم، کل الوقائع التی حصلت تؤکد هذا الفهم الذی تکلمنا به مبکراً کلنا سویة.

الیوم کل العالم قد سلّم أنه نعم، هذا التیار التکفیری وعنوانه داعش بات یشکل تهدیداً لأمن المنطقة ولأمن العالم، هل یوجد أی شخص فی هذا العالم یناقش هذا الأمر؟
یوجد إسرائیل فقط التی لا تعتبره خطراً ولا تهدیداً، رأیتم قبل عدة أیام وزیر الحرب الاسرائیلی یعالون وقد جاء إلى الجولان لیتفقد الأوضاع هناک وقال إن داعش لا تشکل تهدیداً، لا تشکل خطراً. النصرة؟ لا تشکل تهدیداً ولا تشکل خطراً. ممتاز.

یوجد إسرائیل فقط الآن تعتبر أن داعش والنصرة لا تشکل خطراً ولکن دول العالم الآن ولو بحسب الظاهر تعتبر داعش، ونعود فیما بعد لموضوع النصرة، تشکل خطراً وتهدیداً على أمن المنطقة وعلى أمن العالم.

ومن حق إسرائیل أن تعتبر أن داعش لا تشکل خطراً لأن کل الذی فعلته داعش حتى الآن وکل ما تفعله داعش یخدم مئة بالمئة مصالح إسرائیل، علمت داعش أم لم تعلم.

ما الذی یحصل؟ جبهات جدیدة تفتح، أشکال جدیدة من الوحشیة والإجرام جلبوها من هولیوود أو من مکان آخر الطریقة التی أُحرق فیها الطیار الأردنی الأسیر معاذ الکساسبة هی أمر مفجع، الطریقة التی ذُبح بها العمال المصریون المستضعفون المظلومون وقد رأیناها على التلفزیونات هذا امر مخزی ومرعب، ذبح الرهائن بهذا الشکل الذی یحصل ثم فتح جبهات جدیدة ووضع أهداف جدیدة…

لیس لداعش أی عمل فی فلسطین ولیس لدیها أی عمل فی بیت المقدس، لذلک یقول یعالون إنه لا توجد مشکلة. هدف داعش الحقیقی هو مکة والمدینة، أدعو الأخوة فی المملکة العربیة السعودیة لیهدأوا قلیلاً. الهدف هو مکة والمدینة، والیوم أنا قد شاهدت فی الأخبار، ولأکون دقیق لست متأکداً بأن یکون الیوم قد قام بتعیین ولاة جدد م أنهم یتکلمون عن تقریر قدیم لأحتاط الذی سمعته أن أبا بکر البغدادی خلیفة داعش عیّن أمیراً لمکة وأمیراً للمدینة.

الهدف مکة والهدف المدینة، ولیس الهدف بیت المقدس، لماذا؟ لأن خلیفة داعش " لا تظبط " خلافته بدون الحرمین الشریفین. هذه هی المعرکة التی نحن ذاهبون إلیها.

ماذا قال الذین ذبحوا العمال المصریین " الأقباط " فی لیبیا؟ هدفهم روما! خیاراتهم بعیدة کثیراً.

تظل مکة والمدینة أقرب نسبیاً من روما، ویستطیعون أن یقولوا نذهب إلى مکة والمدینة، ومن هناک نأتی من الأردن ونذهب إلى فلسطین. یا أخی أنت ذاهب إلى روما! إلى روما؟
ما هی الحروب والجبهات؟ من یخدم هؤلاء؟ لمصلحة من یقاتل هؤلاء؟ وهنا ولأول مرة أجرؤ بقوة أن أقول: ابحثوا عن الموساد الإسرائیلی، فتشوا عن ال CIA، ابحثوا عن المخابرات البریطانیة، لم نرِد أن نتکلم سابقاً عن نظریة المؤامرة ولکن الآن أقول ابحثوا.

کل شیء یخدم قوة إسرائیل وهیمنة إسرائیل على المنطقة، کل شیء یخدم قوة وهیمنة امیرکا على المنطقة تفعله داعش، ویفعله التیار التکفیری.

بالإضافة إلى استفزاز أوروبا، تصوروا مثلاً، إیطالیا منذ یومین، قالت وزیرة الدفاع الایطالیة: نحن جاهزون لأن نقود ائتلافاً دولیاً لمواجهة الإرهاب فی لیبیا.

هنا نفتح " بین هلالین لبنانی " لماذا یا سیدة تریدین أن تقومی بهجوم دولی لمحاربة الإرهاب فی لیبیا؟
تقول وزیرة الدفاع إن شاء الله أن لا أکون مخطئاَ وتکون وزیرة دفاع عن جد، ولا تکون وزیر دفاع تقول: لأن الإرهاب اسمعوا جیداً واتمنى بأن یسمع فریق ۱۴ اذار جیداً بات على بعد ۳۵۰ کلم من الحدود الإیطالیة. فقط ۳۵۰ کلم.

والسیدة وإیطالیا الدولة الحضاریة والإتحاد الأوروبی یفکرون کیف سیقومون بعمل عسکری فی لیبیا لأن الإرهاب بات على بعد ۳۵۰ کلم، و " نحن الارهاب وین؟ بالجرود فوق "! وبالقصیر وبالقلمون وبالتلال وبالسیارات المفخخة. وبعدها تتکلم معی بالحق وبالواجب وبالصح وبالخطأ. الدنیا هکذا، کل الدنیا هکذا.

أمام هذا الواقع الذی فی الحقیقة لا یوجد فیه تضخیم، هناک حقیقة اسمها أنه یوجد خطر جدی حقیقی.
کنا بسوریا، بتنا بسوریا والعراق، الآن لیبیا، أیضاً فی سیناء یقولون إن أنصار بیت المقدس قد بایعوا داعش وشیء من هذا القبیل، وفی أماکن أخرى، الیوم فی تونس یوجد استنفار طویل عریض، فی الیمن القاعدة وجزء منها الذی بایع داعش وبایع خلیفة داعش یتقدم ویحتل معسکرات فی المحافظات الجنوبیة فی الیمن.
یوجد تهدید حقیقی ویوجد ذبح ویوجد قتل، یا أخی هذه لیست أفلام. هؤلاء یقومون بأفلام الواقع. الأکید الأکید أن هؤلاء الأناس قد قدموا من هولیوود بعقلهم وبروحیتهم وبوحشیتهم، هذه ثقافة هولیوود.

ما هی ثقافة هولیوود؟ هل یوجد شیء آخر عن الذبح والقتل؟ هل هذه منّا؟ من الشرق، من الاسلام؟ من المسیحیة؟ من الأنبیاء؟ من الخلفاء من الصحابة من أهل البیت(ع)؟. أعوذ بالله.
واضح أین هو المنشأ. أین صنع هذا الذی نراه الآن على الشاشات أمام أعیننا.

أمام هذا الخطر الذی یتهدد الجمیع، نحن ندعو شعوب وحکومات المنطقة إلى العمل سویاً فی مواجهة هذا التهدید الإرهابی التکفیری الخطیر والکبیر.

ومجدداً نقول إننا جمیعاً قادرون على إلحاق الهزیمة به وبمن یقف وراءه سواءً کان الذی یقف وراءه الموساد الإسرائیلیون أم الأمریکان أم الإنجلیز.

أیها الأخوة والأخوات: الاستراتیجیات المتّبعة حتى الآن من التحالف الدولی ومن المجتمع الدولی هی استراتیجیات قاصرة، هذا إذا أحسنّا الظن، وإذا أسأنا الظن نقول من قال هم یریدون أن یخلصوا من داعش. لنتکلم جدیاً، هذه أعود إلیها ببند لوحدها. لذلک الأمة، شعوب الأمة، دول المنطقة، الحکومات، العلماء، الأحزاب السیاسیة، قوى المقاومة، الجیوش، کلها معنیة بهذا التهدید الذی هو أخطر وأکبر من أی تهدید باستثناء التهدید الإسرائیلی.

لذلک أنا أرید أن أقول بندین ثلاثة بسرعة.
البند الأول: اعتبار أن المواجهة الفکریة والسیاسیة والإعلامیة والمیدانیة مع هذا التیار التکفیری هی دفاع، اعتبارها دفاعاً عن الإسلام، لم تعد دفاعاً عن محور أو نظام أو دولة أو طائفة أو مذهب أو أقلیات. هؤلاء یتهددون الجمیع، ویتهددون الإسلام بالدرجة الأولى.

أی سلوک أتمنى على الجمیع وعلى کل من یسمع أی سلوک یبادر إلیه إنسان مسلم یدّعی الإسلام إذا کان یتناقض مع الفطرة الإنسانیة، لا یمکن أن یکون من الإسلام، محال أن یکون من الإسلام. الله تعالى یقول " فأقم وجهک للدین حنیفاً فطرة الله التی فطر الناس علیها " منذ بدأ الخلق لا تبدیل لخلق الله.

من الأول للآخر یوجد فطرة إنسانیة واحدة، " ذلک الدین القیّم "، الدین القیّم هو الدین المنسجم المتطابق مع هذه الفطرة الإنسانیة. لا یمکن أن یکون عملاً إسلامیاً أو دینیاً، العمل الذی تشمئز منه العقول والقلوب والأرواح والبشریة کلها مهما اختلفت أفکارها وآراؤها واتجاهاتها العقائدیة والسیاسیة.

إذاً، هذه المعرکة هی دفاع عن الإسلام وأنا أقول لکم الیوم بکل إعتزاز وبکل افتخار: نحن الذین نشکّل أو نعتبر أنفسنا جزءاً من هذه المعرکة فی وجه التیار التکفیری نعتبر أنفسنا أننا ندافع عن إسلام محمد بن عبد الله صلى الله علیه وآله وسلم، لا ندافع عن الشیعة أو عن السنة أو عن هذه الطائفة أو تلک الطائفة.

والکل یعرف أنه عندما تصبح المعرکة هی معرکة دفاع عن دین الله وعن مقدسات الله سبحانه وتعالى حینئذ یکون عطاؤنا بلا حدود وصبرنا بلا حدود وتحملنا بلا حدود، وإستعدادنا للذهاب إلى النهایة بلا حدود، کما فعل إمامنا وسیدنا أبو عبد الله الحسین فی کربلاء.

ثانیاً: وطبعاً أنا أقول نحن نفعل ذلک ولکن أنا أدعو الجمیع، کل المسلمین مدعوون إلى أن یدافعوا عن دینهم، العلماء، المراجع، الإعلام، الکتّاب، لیس شرطاً بالسلاح، یا أخی أقبح تشویه فی تاریخ البشریة لدین إلهی هو الذی تفعله داعش الآن، لا یوجد هکذا شیء فی التاریخ.

ثانیاً: یجب أن یقول العالم، وإذا لم یقول العالم، دول المنطقة فی الحد الأدنى والذین یشعرون بهذا التهدید وبهذا الخطر، یجب أن یقولوا لبعض الدول الإقلیمیة التی ما زالت تدعم داعش، بالسلاح والمال والتسهیلات وحتى بالإعلام، فی الظاهر ترى هذه الفضائیة لا تدعم داعش، لکن إذا استمعت جیدا(تجدها) تدعم داعش، الآن لیس وقت أن أشرح هذا الموضوع. یجب أن یقال لهؤلاء: اللعبة إنتهت، المنطقة، شعوب المنطقة، حکومات المنطقة لن تعود قادرة على احتمال هذا المستوى من الإجرام والوحشیة الذی یتم باسم الإسلام وعلى حساب کل شعوب المنطقة.

ثالثاً: وهذه نقطة مهمة جداً، سأتکلم فیها بصراحة وبالأسماء، یجب أن لا نخدع أنفسنا وأن لا نسمح لأحد أن یخدعنا بالتفریق بین داعش وجبهة النصرة، وطالما تکلمنا فی السابق، لا أرید أن أعید، هم جوهر واحد، حقیقة واحدة، فکر واحد، ثقافة واحدة، روح واحدة، أهداف واحدة، سلوک واحد، وأنا أتمنى أن یبرز أحد من اللبنانیین أو من العرب لیشرح لنا الفرق بین جبهة النصرة وداعش، وکیف تکون داعش إرهابیة وتکون جبهة النصرة ثوار. یعنی هذا نتمنى أن أجد أحداً خصوصاً فی لبنان، یشرح لنا هذا الموضوع، على التلفاز أو عندما یجلس هو وأخواننا.

لا ننخدع بهذا الموضوع، هذا تیار واحد، خلافهم کان خلافاً تنظیمیاً على الزعامة، ولکن المحصلة هی محصلة واحدة. ولذلک الیوم نعم، یوجد دعوات أنه یجب مواجهة التیارات التکفیریة بدون تمییز، هذا صحیح، هذا الموقف هو السلیم. الأردن، الحکومة الأردنیة لا تستطیع أن تقاتل داعش فی العراق وتدعم جبهة النصرة فی سوریا، بعض الدول الخلیجیة لا تستطیع أن تشارک فی التحالف الدولی لقتال داعش فی العراق، وتقدم المال والسلاح والإمکانات والتسهیلات لجبهة النصرة، یعنی أخ وأخت داعش التی هی جبهة النصرة، کیف، بأی منطق؟ یجب أن نأخذ هذا التیار بکله وکلکله الذی یشکل فعلاً هذا التهدید.

رابعاً: أن تعمل الحکومات فی المنطقة والدول فی المنطقة على تجمید ومعالجة الصراعات القائمة، کم یمکننا أن نساعد، یجب أن یبادر أحد، الآن یمکن أن تقول سیدنا أنت تنظّر زیادة عن اللزوم، لکن فی النهایة، هذه مرحلة یجب أن نتکلم فیها بمسؤولیة، الآن ماذا " یطلع بإیدنا بإید غیرنا "، لا أعرف.

الیوم یوجد أولویتان یجب أن تکونا: أولویة مواجهة المشروع الصهیونی " المکمّل " فی فلسطین بهدم البیوت وبالمستوطنات وإلخ.. وتهدید غزة وتهدید المنطقة، والمشروع التکفیری الذی یهدد الکل. حسناً، هذا معناه أنه یجب أن نعمل له أولویة، معناه یجب أن نکون واقعیین بالملفات الأخرى.

المطلوب من بعض الدول العربیة، وبالخصوص الدول الخلیجیة، أن تقارب ملفات المنطقة قلیلاً بطریقة مختلفة، لأنه یا جماعة أنتم فی دائرة تهدید، یعنی أن لا تأخذکم العزة بالإثم والإنفعال والغضب والحقد، دعوا هذا یهدأ قلیلاً واجلسوا وتأملوا. بالنهایة الیوم فی العراق مثلاً، عندما قام الشعب العراقی والقوات العراقیة والحشد الشعبی والقوات الکردیة والعشائر الشیعیة والسنیة وقاتلوا داعش وأوقفوا داعش، هم منعوا داعش من أن تصل إلى الکویت، ومنعوا داعش من أن تصل إلى السعودیة، وإلا عینها لیس فقط على بغداد، کما تکلمنا قبل قلیل، عینها على مکة والمدینة، لذلک تعالوا وقاربوا موضوع العراق بطریقة مختلفة. الیوم فی العراق یوجد عملیة سیاسیة، عاد الشیعة والسنة والأکراد والتقوا بشکل أو بآخر، أحیاناً یحصل بعض الخلل، أحیانا تحصل بعض الجرائم، بدل النفخ فی الفتنة الطائفیة والمذهبیة فی العراق من خلال فضائیاتکم، تعالوا ساعدوا لیبقى العراقیین مجموعین وموحدین، حتى یستطیعوا منع داعش من التمدد مجددا حتى یستطیعوا مواجهة داعش ویقضوا علیها، وهم یدافعون عنکم، عن عروشکم وعن نفطکم.

فی العراق قوموا بمقاربة مختلفة قلیلاً واخرجوا من حقد شیعی وسنی وطائفی وما طائفی.
بالیمن أیضا اجلسوا، أنتم فشلتم فی الیمن، اذهبوا وأبحثوا عن أسباب فشلکم بعدما دفعتم ملیارات الدولارات، لأنه لا یُبنى نفوذ على الفساد المالی وعلى شراء الذمم وعلى وعلى وعلى وعلى.

لکن مع ذلک أجروا مقاربة مختلفة للیمن، الیوم فی الیمن هناک ثورة شعبیة حقیقیة لا یمکنکم تجاهلها، وهذه الثورة هی التی تقف حقیقة فی وجه القاعدة وفی وجه داعش التی تتهددکم جمیعاً، وهذه الوثائق کلها تتحدثأن مشروع القاعدة الأصلی کان السیطرة على الیمن والسیطرة على سوریة والانطلاق من الیمن وسوریة إلى مکة والمدینة. لا تریدون أن تقرأوا یا جماعة الخلیج، یا حکام الخلیج، لیس لدیکم من یقرأ لکم، أقروا قلیلا.

مقاربة الیمن لیست فی دفع الیمن إلى الانفجار الداخلی ولا فی تحریض الیمنیین على بعضهم ولا فی الاستنجاد بمجلس الأمن الدولی على الشعب الیمنی أو على جزء کبیر من الشعب الیمنی وإنما مقاربة هادئة سلسة، وأنصار الله وقیادة أنصار الله لهم من الشجاعة والحکمة والوعی والمسؤولیة الوطنیة ما یمکّنهم من التفاهم والتحاور، ویتم استیعاب هذا الوضع کله. وإلا فالانفعال والغضب سیأخذ بالیمن إلى ما لا تحمد عقباه والذی سیدفع الثمن هو دول الخلیج لأنها ستحول الیمن فی جوارها إلى برکان وستعطی مساحة واسعة للقاعدة ولداعش.

فی البحرین اذهبوا وتحدثوا مع هؤلاء الجماعة، آل خلیفة، لیهدأوا قلیلاً ویتعقلوا قلیلاً ویوقفوا القمع ویفتحوا باب الحوار ویخرجوا المعتقلین. الناس ترید تسویة بالبحرین، ترید إصلاحاً بالبحرین. طبعاً ربما بعض الإخوة فی البحرین لا یقبلون بهذا الکلام لکن عموماً…

تعالوا فی سوریة، انتهت اللعبة فی سوریة، استمرار القتال فی سوریة کأن أحدهم " یدق رأسه بالجبل بس هیک عناد " أنه والله نحن قلنا کلمة ویجب أن تنفذ کلمتنا ولو دُمّرت سوریة، ویزداد عدد القتلى والجرحى فی سوریة.

هناک واقع فی سوریة، أنظروا إلیه بعین الواقع، یُفتح باب الحل السیاسی، یسمح للمعارضة غیر التکفیریة الممنوعة من الدخول فی تسویة یُسمح لها بأن تدخل فی تسویة. النظام جاهز للدخول فی تسویة. لنرَ إذا کان هناک إمکانیة أن یجلس الناس ویهدأوا قلیلاً، وتعالج شؤون المنطقة. نعم نستطیع أن نقوم بنوع من الوضع الذی یساعد الکل على مواجهة الخطر الذی یتهدد الکل.

وحتى فی لبنان، إرفعوا الفیتو بالموضوع الرئاسی، أنتم بعض دول الخلیج المعروفین من هم ارفعوا الفیتو واسمحوا للبنانیین بالجلوس والتفاوض فیتفاهموا لإبرام تسویة على قضیة الرئاسة وکل الترکیبة بالبلد، ما المشکلة(فی ذلک)؟
یعنی بتعبیر آخر بهذا البند " اعملوا معروف دعوا الناس تعید أولویة وتتصرف على أساسها ".

خامساً: أن لا تنتظر شعوب المنطقة وحکومات المنطقة استراتیجیة دولیة ولا تنتظر استراتیجیة حلف أطلسی ولا استراتیجیة أمریکیة ولا شیء.

یجب أن نبادر کما بادرنا بالفعل فی سوریة، فی لبنان، فی العراق، فی أماکن أخرى، کما تحصل مبادرات فی أکثر من بلد عربی، یجب أن نبادر لمواجهة هذا التیار وعدم السماح له بالتمدد وبالاستقواء وبالتثبیت وبالتمکین وما شاکل.
ننتظر من أمریکا، أول الکلام أن أمریکا تود أنهاء داعش هذا فیه نقاش، من قال إن أمریکا تود أن تنتهی من داعش؟ انظروا للوضع الحالی، کیف أن أمریکا مستفیدة، تنهب النفط تحت عنوان أن أمریکا تحمی دول المنطقة،(تأمر الأنظمة) خفضوا لی سعر النفط، فخفضوا سعر النفط، أطلقوا النار على أنفسهم وعلى کل أحبائهم وأصدقائهم وأخصامهم.

تنهب المنطقة بالنفط وتنهب أموال المنطقة، مئات ملیارات الدولارات تحت عنوان العبء الحربی لقوات التحالف الدولیة. فقط من خلال داعش أمریکا تنهب النفط وتنهب الدولارات وأمریکا تستنزفنا وجیوشنا وشعوبنا ودولنا وأعصابنا.
أمریکا تؤسس من خلال داعش لأحقاد وعداوات لیس معلوماً إن کانت تنتهی بعقود من الزمن، تدمر المنطقة کلها لمصلحة همینتها ولمصلحة قوة إسرائیل وثبات إسرائیل وحمایة إسرائیل.

على ماذا تستعجل أمریکا؟ وفی أحسن الأحوال إذا تبیّن مع الأمریکینن أنهم یریدون إنهاء الموضوع، فعلى مهلهم، للانتخابات الرئاسیة الأمریکیة، لماذا الآن؟ یأتون قبل الانتخابات الرئاسیة الأمریکیة، یقومون ببعض الأمور، یضربون داعش کی یفوز الحزب الدیمقراطی. إذا نحن العراقیین والسوریین واللبنانیین الذین تقف داعش على حدودهم بالقلمون وفی جرود عرسال، والمصریین واللیبیین والتونسیین والیمنیین وکل شعوب المنطقة یجب أن یبقى سکین داعش على رقابنا من الآن وحتى الانتخابات الرئاسیة الأمریکیة لنرى الأمریکیین إذا کانوا یودون القیام بشیء.

أیها الإخوة والأخوات: من یراهن على الأمریکیین یراهن على سراب، یا أخی تراهن أنت على من ینهبک ومن یتآمر علیک ومن صنع لک هؤلاء وأرسلهم إلیک؟

لا یجوز أن ننتظر لا الأمریکیین ولا المجتمع الدولی کما فعلت المقاومة، مقاومة الإمام موسى الصدر ومقاومة اللبنانیین، المقاومة اللبنانیة والمقاومة الوطنیة والمقاومة الإسلامیة، مقاومة السید عباس والشیخ راغب والحاج عماد، کما صنعت المقاومة فی لبنان والمقاومة فی غزة والمقاومة فی فلسطین، لم تنتظرلا استراتیجیة عربیة موحدة ولا استراتیجیة دولیة موحدة، وانتصرت.

لننتظر الأمریکیین؟ لن ننتظر الأمریکیین ولن ننتظر حلف أطلسی. فی العراق لم ینتظروا، فی العراق المرجعیة الدینیة وعلماء الدین والحکومة والجیش وقوى الأمن وحشد شعبی شیعة، وسنة، وأکراد وعشائر حملوا السلاح ونزلوا وقاتلوا، وحتى الآن الأمریکیون لا یعطونهم السلاح المدفوع ثمنه، ولا یوجد أموال. السلاح والذخیرة کله یأتی من إیران ومن هنا ومن هنا ومن هنا.

لم ینتظروا أحد، هزموا داعش فی محافظة دیالى، وهزموها فی أغلب محافظة صلاح الدین، وهزموها فی جرف الصخر ویهزمونها الآن فی الأنبار، وسیهزمونها فی الموصل. لمَ لا؟
فی سوریة أیضا حصل هذا الأمر ویحصل فی کل یوم مع " داعش المنیحة وداعش المش منیحة " لأن الاثنین داعش، وفی القصیر والقلمون وفی جرود عرسال.

إذاً لا یجوز أن ننتظر أحداً، یجب أن نبادر، یجب أن نتحمل المسؤولیة، ولذلک أقول ستستغربون قلیلا النتیجة من خلال هذه النظرة لوضع المنطقة أقول لمن یدعونا للانسحاب من سوریة: أدعوکم لنذهب سویا إلى سوریة.
بل أدعوکم نحن لم نتحدثعن العراق سابقا ولو الآن لدینا حضور متواضع فی المرحلة الأولى المرحلة الحساسة فی العراق وأقول أیضاً تعالوا لنذهب إلى العراق.

بل تعالوا سیقولون السید ذهب بعیدا تعالوا لنذهب لأی مکان نواجه فیه هذا التهدید الذی یتهدد أمتنا ومنطقتنا لأننا هکذا ندافع عن لبنان وهکذا ندافع عن شعب لبنان وهکذا تتصرف القوى الکبرى فی العالم والدول المحترمة فی العالم والجیوش القویة فی العالم، لکن لن نأخذکم إلى أوکرانیا.

لذلک أنا أقول: على ضوء الوضع فی المنطقة نعید النظر، نعم تعالوا لنناقش منطقکم ومنطقنا، دلیلنا ودلیلکم، لا یخافنّ أحد من قصة أنه أذا انتهى الوضع فی سوریة إلى تسویة، ستعود الإدارة السوریة والوصایة السوریة، هذا بات من الماضی، وأنتم تعرفون کل ظروف هذا الماضی، أنتم ادرى منا فیه. لا داعی لنضع هذا النوع من المخاوف أمام أخطار حقیقیة وجدیة تتهدد الجمیع.

أنا أدعو قبل أن یذوب الثلج على حدود السلسلة الشرقیة إلى تنسیق بین الجیش اللبنانی والجیش العربی السوری، وأنا أدعو الحکومة اللبنانیة إلى التنسیق مع الحکومة السوریة فی ملف اللاجئین أو المهجرین وفی الملف الأمنی.
الیوم الخطر أکبر بکثیر من کل الحسابات الحزبیة والمذهبیة والطائفیة ونحن أیضا ندعو إلى نظرة شاملة على هذا الصعید.

نحن کتب علینا أن نقاتل دفاعاً عن لبنان والأمة منذ عام ۱۹۸۲، منذ أن کنا شباباً صغاراً، حتى لحانا لم تکن ظاهرة، ولکننا تحملنا هذه المسؤولیة وتقدمنا وقضى منا شهداء وأکملنا الطریق من ال۸۲ لل۲۰۰۰ ولل۲۰۰۶.
الیوم على طریق القادة الشهداء، عنوان ثباتنا وانتصارنا، قوافل شهدائنا تمضی وتصنع بدمائها النصر، وبقیت المقاومة وستبقى هی الرد، وسنبقى نحمل المسؤولیة ونصنع الانتصارات بثباتنا وبدمائنا وباستلهام قادتنا السید عباس والشیخ راغب والحاج عماد وأم یاسر وکل الشهداء حتى یحکم الله وهو خیر الحاکمین، والسلام عیکم ورحمة الله وبرکاته.

تعليقات