قناة مالية سرية بين طهران وبكين تتحدى العقوبات الأميركية

قناة مالية سرية بين طهران وبكين تتحدى العقوبات الأميركية
معرف الأخبار : 1696358

كشفت تقارير إعلامية غربية أن إيران والصين توصّلتا إلى آلية مالية جديدة لتسوية مدفوعات النفط الإيراني بعيداً عن النظام المصرفي الغربي، في خطوة تعكس متانة العلاقات الاقتصادية بين البلدين وتحدياً مباشراً لمحاولات واشنطن فرض العزلة على طهران.

ووفق ما نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال"، تعتمد هذه الآلية على مبدأ "النفط مقابل البناء"، حيث تُشحن كميات من النفط الإيراني إلى الصين، في المقابل تتولى شركات صينية مدعومة من الدولة تنفيذ مشاريع بنية تحتية كبرى داخل إيران.

وتؤدي دوراً محورياً في هذه القناة شركتان صينيتان أساسيتان: شركة "Sinosure" التي تُعد من أكبر وكالات ضمان الصادرات في العالم، وهي الذراع المالي للحكومة الصينية لدعم مشاريعها الدولية، إلى جانب آلية تمويل خاصة تُعرف باسم "Chuxin"، تتولى توجيه الأموال مباشرة إلى المقاولين الصينيين العاملين في إيران.

وقدّر مسؤولون غربيون أن هذه القناة أمّنت تدفق ما يصل إلى 8.4 مليار دولار خلال العام الماضي لصالح مشاريع إنشائية في إيران، في حين صدّرت طهران ما قيمته 43 مليار دولار من النفط الخام، ذهب نحو 90 بالمئة منها إلى السوق الصينية.

وأكدت مصادر أن النفط الإيراني يُنقل غالباً عبر عمليات تبادل من سفينة إلى أخرى ويُدمج مع نفط من دول أخرى لإخفاء مساره، وهو ما مكّن طهران من تجاوز القيود الأميركية المفروضة على قطاع الطاقة.

وتأتي هذه الخطوة في سياق تنفيذ اتفاقية التعاون الاستراتيجي الممتدة لـ25 عاماً التي وقّعها البلدان عام 2021، والتي فتحت الباب أمام استثمارات صينية واسعة في مجالات الطاقة والبنية التحتية بإيران.

من جانبها، أكدت الخارجية الصينية أنها ترفض العقوبات الأحادية غير المشروعة، وتعتبر التعاون مع إيران جزءاً من العلاقات الطبيعية المشروعة بين الدول.

ويرى مراقبون أن هذه الآلية تشكل نموذجاً عملياً لشراكات مماثلة سبق أن طبّقتها بكين في العراق، وأنها تمنح الاقتصاد الإيراني متنفساً مهماً في ظل الضغوط الغربية، وتُظهر أن محاولات واشنطن لعزل طهران لم تحقق أهدافها.

 

endNewsMessage1
تعليقات